من دائرة الإنشاء: قررت إدارة الـحزب القومي العليا إقامة مهرجان كبير في أول سبتمبر/أيلول الـماضي في الشوير، مسقط رأس الزعيم، لتتيح لـمنطقة الـمتن إظهار حيويتها ولتعلن موقف الـحزب القومي الاجتماعي من بعض الأحداث الوطنية «كيـوم الإصــلاح» الذي هو يــوم الـخامس والعشرين أغسطس/آب، إذ تقدمت الـحكومة اللبنانية الـمتولدة من الانتخابات الأولى إلى الـمجلس النيابي بـمشروع الإصلاح الدستوري الذي اشتمل على إلغاء امتيازات السيادة الفرنسية، والذي جرت بسببه مشادة قوية بين الـحكومة اللبنانية والـمفوضية الفرنسية، إعتُقل على أثرها رئيس الـجمهورية اللبنانية وأعضاء حكومته وجرت حوادث الهياج والاصطدام وما تلاها من مخابرات ومفاوضات للوصول إلى تسليم فرنسة باستقلال الـجمهورية اللبنانية عن السيادة الفرنسية. وكيوم «أول سبتمبر»/أيـلـول الذي هو اليوم الذي أعلن فيه القائد الفرنسي غورو إنفصال لبنان عن الداخلية وتكبيره بتوسيع حدوده و «استقلاله» تـحت السيادة الفرنسية.
وكان اختيار الشويـر، مسقـط رأس الزعيـم، مكانـاً للمهرجـان الـمذكـور حافزاً لـجميـع فروع الـحـزب في سوريـة القوميـة، فقدمـت وفـود عديـدة للاشتراك في مهرجـان الـمتن، وكـان عدد السيارات التي أقلّت الوفـود الـمذكـورة، التي أتت رغبة في الـحج إلى مسقـط رأس مؤسس النهضـة القوميــة الاجتماعيـة وموحِّد الأمـة بتعاليمه ومبادئه الإصلاحيـة، خمس مئة سيارة كثيرٌ منهـا باصـات (أمنبوس) وما شاكلها والباقي سيارات ركـاب لـخمسـة أو لثمانيـة أشخاص، وكانت الوفود أكثر من أن تـحملهـا السيـارات الـمذكـورة ضمن نطاق مقاعدها الاعتيادي، فكـانت كل سيـارة تحمـل ضعـف مـا تتسـع له مقاعـدها وأكثر، حتى أنّ الشبـاب كانوا يغطـون السيارات بأجسادهم تغطية حرفية وتـحجبها عن الأنظار.
ومـما يجدر بالذكر أنّ وفوداً أتت من مناطق بعيدة - من الشام وفلسطين وشرق الأردن - فكان مهرجان الشوير مظهراً فخماً من مظاهر وحدة الأمة ووحدة النهضة القومية الاجتماعية، وانتصاراً رائعاً للحزب القومي الاجتماعي في لبنان.
وكانت إدارة الـحزب القومي الاجتماعي العليا قد اتصلت بالزعيم سائلة إياه توجيه رسالة إلى الاجتماع فأجاب ملبياً ووجّه إلى القوميين الاجتماعيين أول رسالة مباشرة منه إليهم بعد الـحرب العالـمية الأخيرة (ص 171 أعلاه).