حصلت فترة انقطعت فيها الزوبعة عن الصدور لأسباب اضطرارية. فبعد انتقال الزعيم إلى توكومان في أواخر سنة 1943 بإلـحاح «الرفقاء» هناك، وتقدم بعضهم إليه باقتراحات عملية، ظاهرها التعاون وباطنها الغش والـمخاتلة والـخيانة، فقدت الـجريدة عناية الزعيم اليومية. ثم حدثت في بوينُس آيرس الـحوادث التي تلت قيام فرع الـحزب السوري القومي الاجتماعي ومؤسسته الثقافية بـمشروع جمع كلمة النزالة السورية وقوتها الـمادية لـمساعدة حركة الشعب التحررية في الوطن.
وكان من وراء تلك الـحوادث أنّ الذين عملوا ليل نهار للاستئثار بالـمشروع الـمذكور ساءهم جداً ما نشرته الزوبعة من الـحقائق فأخذوا يضغطون على أصحاب الـمطبعة التي تطبع فيها الـجريدة لكي لا يتابعوا طبعها. وصاحب ذلك ما احتاج أصحاب الـمطبعة إلى القيام به من إصلاح وترميم فتوقفت الزوبعة مدة طالت على الرفقاء وجمهور القراء.
أخيراً نظف الزعيم محيطه الـجديد في توكومان من أصحاب النفاق وأهل الـخيانة الذين أقسموا الأيـْمان ليحنثوا بها وانضموا إلى الـحركة السورية القومية الاجتماعية لـمآرب خصوصية ستروها بستار محبة مبادىء الـحزب السوري القومي الاجتماعي والغيرة على النهضة التي ولّدها، وانتصر على الـمؤامرات الثنائية التي دبّرها له أكثر أولئك الـمرائين لؤماً وأحقرهم غاية وعاد إلى العناية بـ الزوبعة. في هذه الأثناء كان أصحاب الـمطبعة قد نظّموا مطبعتهم تنظيماً جديداً وصار في الإمكان العودة إلى طبع الزوبعة.
تعود الزوبعة الآن إلى الصدور لتضع أمام أعين الناس وفي آذانهم الـحقائق الـخطيرة التي ظلت مكتومة عنهم حتى الآن في صدد ما جرى ويجري في وطننا، والآراء اللازمة لفهم حوادث الوطن الأخيرة وحوادث العالم الإنترناسيوني في السياسة والاقتصاد والاستراتيجية.
ها هي الزوبعة تعود إلى الصدور. وكنا سابقاً نقول إنها تصدر وتظل تصدر على الرغم من مقاومة الأعداء الرجعيين والنفعيين والـجاهلين فصرنا نقول: إنها تصدر وتظلّ تصدر على الرغم من دسائس «الأصدقاء»، الـمرائين وشباك «الرفقاء» الـمنافقين الـمشعـوذين الذين قـابلوا حنـوّ الزعيم عليهم بأنيـاب غـدرهم ومـؤامـرات خيانتهم وأوحال مثالبهم!