تبحث في كهوف جبل الكرمل ومغاوره، منذ سنة 1902، بعثة مشتركة من رجال جمعية الآثار البريطانية في القدس ورجال الـمدرسة الأميركية للتنقيب عن الآثار التي قبل التاريخ. وقد وفّقت هذه البعثة، في أوائل السنة الـماضية، إلى العثور في كهف في السند الغربي من ذلك الـجبل، على بقايا غلام كاملة وقد تـحجرت وأحاطت بها من جميع جوانبها رواسب كلسية ( جيرية) تـحولت، على مَرّ الزمان، إلى صخر صلد كبير، فقطع هذا الصخر وأرسل إلى كلّية الـجرّاحيـن الـملكية في لندن للكشف عن البقايا التي فيه والتحقيق من تاريخها، فقضى الـخبراء ستة أشهر في نزع الطبقة الصخرية، وبعدما فحص أشهر رجال العلم والطب هذه البقايا، ظهر لهم أنها من بقايا سلالة بشرية بائدة ومتحجرة لم يعرفها العلم حتى الآن وأسموها بليانتروبس بلاستينس (الإنسان الفلسطيني الـمتحجر).
وعثرت البعثة، في صيف العام الـماضي، على بقايا ثمانية رجال متحجرة فقطعوها من الصخور وأرسلوها إلى كلّية الـجرّاحيـن الـملكية في لندن حيث شرعوا في الكشف عنها. وقد تنقضي أشهر كثيرة قبل أن يُتِّم الـخبراء الكشف عنها كلها. ولكن تبيّـن من فحص إحدى هذه البقايا أنها ترجع إلى تاريخ بقايا الغلام التي وجدت قبلاً، وهي أهم من كل ما سبقها من الاكتشافات التي وُفِّق إليها الـمنقبون في تاريخ الإنسان في الطبقة الـحديثة الـمتوسطة من طبقات الأرض الثلاث الكبرى (بليستوسيـن).