في الوطن
لم تتقدم مسألة الـمعاهدة مع «الـجمهورية السورية» في دمشق قيد شعرة. أما حكومة الـجمهورية الـمذكورة فقد حدث فيها تغيُّر مهم. فقد استقال من الوزارة الوزيران اللذان يـمثّلان «الكتلة الوطنية» في الـحكومة وهما جميل بك مردم بك ومظهر بك رسلان. وعلى أثر استقالتهما اجتمعت «الكتلة الوطنية» وأصدرت بياناً ذكرت فيه أنّ مسألة الوحدة كانت من أهم العوامل على تراخي الـمفاوضات من جانب الوطنييـن. ولكن الأمة لا تزال تـجهل تـمام الـجهل حقيقة سير الـمفاوضات، فالتصريحات العامة التي يدلي بها بعض ذوي الشأن بيـن حين وآخر لا تذكر شيئاً عما جرى أو يجري بيـن الـمتفاوضيـن.
وقد بقي رئيس الوزارة حقي بك العظم في منصبه وتـمكن من إعادة الوزارة بإدخال سليم بك جنبرت في وزارة الـمعارف ويحيي بك الأطه لي في الزراعة والتجارة وسليمان الـجوخدار في العدلية وشاكر بك نعمت في الـمالية.
أما في «الـجمهورية اللبنانية» فلم يحدث شيء جديد سوى عزم السلطة والـحكومة على إعادة الـمجلس اللبناني واستعداد الـمرشحيـن للحصول على أصوات انتخابية.
وأما في فلسطيـن فالـجو مكفهر بسبب قدوم ألوف الـمهاجرين اليهود من ألـمانية الذين سينضمون إلى بقية اليهود العامليـن على تـحويل الوطن السوري إلى وطن يهودي. وسيكون لقدوم هذه الألوف تأثير كبير على حالة فلسطيـن السياسية والاقتصادية.