تسعون عاماً من التأسيس ومازال السؤال مستمراً مع تعاقب الأجيال وتقدم الصراع، ومازالت الأمة تواجه المستعمرين والغزاة، وتحاول أن تنهض من كبوتها وتعيد الحياة لجسدها المثخن بالجراح والآلام…
ما فعله الانتداب والمستعمرون، في ضرب الوحدة الجغرافية والروحية للأمة والمجتمع، كانت من أهم الأسباب التي جلبت الويل والمحن لشعبنا، وعليه ذهب المؤسس في صياغة مشروعه وبناء القضية القومية التي تعيد الثقة وتبني المشروع المواجه لمخططات الأعداء وتحقيق الانتصار… فكان التأسيس ردًّا، لاستعادة التاريخ لهذه الأمة وقيامتها عبر مفاهيم الحياة الجديدة في وحدة الإنسان المجتمع ووحدة الأرض وإسقاط كل مفاعيل التجزئة والانقسام التي فرضتها المعاهدات والوعود من سايس – بيكو الى بلفور وقيام ما يُسمى بـ “دولة “إسرائيل”.
لقد عرف سعادة خطر الحركة الصهيونية منذ العشرينيات، وطالب بوضع الخطة النظامية المعاكسة لها، ودعا لاستعمال سلاح النفط، وعليه كان الحزب السوري القومي الاجتماعي، الخطة القائمة على المبادئ والثوابت الوطنية والقومية، وطالب بإسقاط الأنظمة الرجعية الفاسدة، التي أوجدها الاستعمار مما جعل كل القوى الداخلية والخارجية، تعمل لمحاصرته وإسقاط حزبه والقضاء عليه، فكان استشهاده بعد تلك المحاكمة الصورية، حافزاً لحزبه للمضي قدماً في معركة المصير وإثبات الوجود…
تسعون عاماً، والصراع مستمرّ على كل الجبهات، لبعث الروحية المؤمنة بقيامة المجتمع الواحد وإسقاط المفاهيم الطائفية والمذهبية والعشائرية البغيضة، وكان العمل المقاوم في وجه كل الأعداء، وبقيت المسألة الفلسطينية البوصلة الأساس، والهدف المباشر، لقيامة الأمة وامتلاكها السيادة على كل شبر منها…
تسعون عاماً، سجّل حزبكم خلالها وقفات العز والبطولة، ومئات الشهداء وآلاف الجرحى، وكانت المقاومة الوطنية شمس الحرية، التي لفحت كل مكونات الأمة وتحوّلت الى الميادين والساحات، تحقق الأهداف والانتصارات وتعيد لنا الثقة بأننا قادرون على صياغة التاريخ من جديد…
تسعون عاماً، وتبقى وحدة الأمة الغاية، ويبقى حزبكم في طليعة العاملين لهذه الوحدة، لذا، فإننا ندعو وبكل محبة لتوحيد الصفوف، وتضافر الجهود، وعقد الرايات، لملاقاة النصر القادم، “حيث لو شئنا أن نفرّ منه، لما وجدنا الى الفرار سبيلا”، لأننا ملاقون أعظم انتصار، لأعظم صبر في التاريخ.
بيروت في 16-11-2022
رئيس حزب التوحيد العربي