الجامعة اللبنانية تتعرض لهجوم من نوع جديد لاختطافها وتغيير هويتها. هذه المرة يتمثل الهجوم باتفاقية أبرمت بين الجامعة ومؤسسة الوليد بن طلال تقضي بتأسيس كرسي في الجامعة باسم رياض الصلح أحد واضعي ما يعرف بالميثاق الوطني الذي كرس سرطان الطائفية في مؤسسات الدولة ومفاصلها ما أوصلنا إلى الكارثة التي بات يتخبط في أتونها وطننا الحبيب لبنان.
هذه الاتفاقية المشبوهة المقصد والهدف أقل ما يقال فيها إنها تشكل اغتصابًا سياسيًا للجامعة اللبنانية التي هي جامعة الشعب اللبناني ووقف عام له.
إن الطائفية حرمت الجامعة اللبنانية من أن تكون القاعدة الأساس للتعليم العالي في لبنان، واليوم تتعرض لمصير يشبه مصير المدرسة الرسمية.
الجامعة اللبنانية صرح أكاديمي، وأكاديمي فقط، من غير المقبول إطلاقا تحويلها إلى صرح مطبوع بأخبث أوجه السياسة أي بالميثاق غير الوطني من خلال ربطها بإسم أحد أبوي الميثاق الطائفي، رياض الصلح، المدمر للمجتمع اللبناني وللدولة اللبنانية والمسؤول الأول عن الفساد العام وهو أخطر أسلحة التدمير الذاتي الشامل. وواقعنا يثبت ذلك.
على شعبنا وأجيالنا الشابة أن يرفضوا هذه الاتفاقية المشبوهة المقصد والهدف لمنع تهويد الجامعة في سياق التهويد الذي كان مقنعا وبات مفضوحا بالكامل.
الجامعة اللبنانية ملك للشعب اللبناني وليست لأصحاب الميثاق الطائفي الذي دمر حياة الشعب وحطم الدولة.
لقد مر هذا الميثاق اللعين بحجة إقامة الدولة المستقلة واليوم يريدون الإجهاز على جامعتنا الوطنية تحت عنوان مساعدتها.
خداعهم الميثاقي لا ينطلي علينا.
إننا إذ نناشد القيمين في الجامعة اللبنانية، وحرصًا على مصداقية هذه المؤسسة التربوية، أن يعيدوا النظر في هذه المبادرة وأن يوقفوا مفاعيلها فوراً. نتوجه إلى أبناء شعبنا في لبنان كي ينقذوا جامعتهم، وأن يقولوا لا للطائفية فهي سبب كل مصائبنا. الطائفية تهويد مقنع للمجتمع .