«ونحن نحتفي بالعيد التسعين لتأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، نتوجّه بالتحية إلى روح الزعيم انطون سعاده مؤسس هذا الحزب الذي بيّن حقيقة هذه البلاد وعيّن طريق خلاصها بوضع أسس دفع الويل عن شعبها. وأنتم أيها القوميون درة التاج وملح الأرض وعليكم ومعكم تبنى البطولات المؤيدة بصحة العقيدة».
أقول لكم وللجميع لو لم يكن الحزب السوري القومي الاجتماعي موجوداً وجب علينا أن نعمل على وجوده، ولو لم يكن فكر أنطون سعاده موجوداً لكان هنالك نقص كبير في شخصية هذه البلاد. ونحن بعد سنوات من النضج ومن التجربة والخبرات نكتشف اليوم بأنه لا مستقبل لهذه البلاد ولا حلول للأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية خارج فكر أنطون سعاده».
قد تكون كيانات «سايكس بيكو» أصبحت أمراً واقعاً وهويات وطنية نتعامل معها، ولكن هذا لا يمنع ان نعود الى جذورنا وعمقنا الاستراتيجي في سورية والعراق وفلسطين وفي كل المنطقة بحيث إن أزماتنا التي بدأت باحتلال فلسطين لن تنتهي الا بتحرير فلسطين كل فلسطين وباكتشاف شخصيتنا الحقيقية».
أن «التحديات التي تستهدف بلاد الشام قديمة، والصراع قديم ويتجدّد اليوم عبر مشاريع غربية «إسرائيلية» أميركية ترمي إلى حماية أمن «اسرائيل» والسيطرة على النفط والثروات، وهذا ما تنبه إليه باكراً الزعيم إنطون سعاده، وكتب عنه موصفاً بدقة المخاطر على سورية الطبيعة لا سيما الاخطار الصهيونية والتركية والوهابية. وهو الذي أشار الى ان الحركة الصهيونية دائرة على محور غير طبيعي، لكن إجراءاتها سائرة على خطة نظامية دقيقة، وإذا لم تقم في وجهها خطة نظامية أخرى معاكسة لها كان نصيبها النجاح. لذا أسس الحزب السوري القومي الاجتماعي ليشكل الخطة النظامية المعاكسة».
إن بلاد الشام لها شخصيتها وهي دوائر تتسع، هي مزيج من كل الأعراق والحضارات التي انصهرت في حضارة واحدة، والزعيم انطون سعاده تحدث عن قومية اجتماعية شكلت الهوية الحضارية لبلاد الشام.
من المضحك جداً أن نسمع دعوات من بعض دول الخليج بعودة لبنان الى عروبته، هذه دعوات في غير محلها، فنحن في لبنان لسنا مع العروبة الوهمية بل مع العروبة الحقيقية، وقلب العروبة النابض هو سورية».
وتابع قائلاً: عندما انهارت علاقة بعض العرب بسورية انهارت علاقة لبنان بهم، لذلك نرى أن المدخل الطبيعي لإعادة الاعتبار لهذه العلاقات، هي ترتيب البيت العربي على قواعد التعاون والتساند، وان المعيار الحقيقي بالنسبة لنا هو فلسطين، فمن يتآمر على فلسطين ويتخلّى عن قضيتها لا يمت الى العروبة بصلة».
إن سورية هي العمق الاستراتيجي للبنان، والرئة التي يتنفس منها، فسورية بقيادة الرئيس البطل والشجاع الدكتور بشار الأسد خاضت معركة حاسمة في مواجهة حرب ارهابية كونية عن فلسطين ولبنان كل الأمة، وبقوة الجيش السوري ومساندة أصدفاء سورية وحلفائها انتصرت على الإرهاب لتؤكد بأن هذه البلاد وعلى مرّ التاريخ لن تهزم، مهما تعرّضت للحروب والاجتياحات والمؤامرات».
-
إن الحرب الكونية على سورية لم تستهدف إسقاط سورية بوصفها حاضنة للمقاومة وحسب، بل استهدفت تصفية المقاومة، وتحضير الموقف لكي تذهب كل هذه البلاد مستسلمة نحو التطبيع مع العدو «الاسرائيلي»، غير أن صمود سورية والمقاومة أسقط أهداف الحرب، ومثلما صمدت سورية وانتصرت فإن المقاومة أرست معادلة توازن الرعب مع العدو، وإن الرسائل الأمنية والعسكرية التي تلقتها «اسرائيل» تؤكد مدى قوة محور المقاومة وقدرته على تحقيق الانتصارات».
وختم: في ذكرى التأسيس وفي سياق الحديث عن بطولات الجيش السوري والقوى التي وقفت الى جانبه، نتوجه بالتحية الى القوميين الذي قدّموا تضحيات في هذه المعركة وفي هذه الحرب عبر نسور الزوبعة الذين كانوا يقاتلون وقدموا شهداء ولي شخصياً اصدقاء منهم وعلى رأسهم الشهيد البطل أدونيس نصر.