لانه كان مميزاً في وعيه القومي وفي التزامه الصادق بالحزب، وقد عرفته جيداً طيلة سنوات توليه المسؤوليات الحزبية في كل من ميمس، وايبادان، في نيجيريا، وأحببته مقدّراً فيه الكثير من المزايا القومية الاجتماعية، نعيد تعميم النبذة راغبين ممن عرفه ان يضيف إليها ما يُغنيها سيرة ومسيرة.
*
في العام 1970 – 1971 انعقد مؤتمر اغترابي في بيروت، حضره على ما اذكر الأمين عادل الشعار(1) الأمين موفق شرف(2) الرفيق سامي سيف الدين(3) والرفيق الأمين لاحقاً سامي مداح.
واذكر ان رئيس الحزب في حينه الأمين يوسف الأشقر أولَم للرفقاء المغتربين ولديّ عدد من صور الرفقاء الحاضرين آملاً ان أنشرها في وقت لاحق.
في حينه عرفت الأمين سامي مداح، ثم عدت التقيه في نشاطه الحزبي في نيجيريا، مسؤولاً حزبياً في مدينة ايبادان، مسؤولاً عن العمل الحزبي في نيجيريا ودائماً كان لافتاً بوعيه، وبثقافته القومية الاجتماعية، بدماثته بمناقبه.
ولا مرة الا وكان مشعاً بمناقب الحزب، قائماً بواجباته، حاضراً لكل امر حزبي، ولا اذكر اني سمعت عنه أي كلام سلبي، على العكس لم اسمع عنه من رفقائه الكثر في المهجر الافريقي، وفي بلدته ميمس وجوارها، الا كل اطراء يرافقه احترام وتقدير لافتان.
ذات يوم اتصل بي الأمين سامي ليبلغني انه عرف من احد المواطنين المهاجرين ان رفيقاً لنا نزح من ليبيريا ابان الحرب الاهلية فيها، وهو في وضع حرج ويعمل في احد افران الخبز.
رغبت الى الأمين سامي ان يبحث عن الرفيق وان يزوّدني باسمه. بعد يومين اتصل بي ليفيدني انه الرفيق فايز حلاوي.
ذلك اني كنت عرفت الرفيق فايز حلاوي(4) بعد خروجه من الاسر، وكان ينشط في منفذية بيروت في تلك السنوات الصعبة في الستينات، واذكر انه كان يعمل في مؤسسة لتوزيع الصحف، لفتني في الرفيق فايز تمسكه بأخلاق النهضة، تلبيته الحزبية ودماثته في كل تصرفاته. فربطتني به أواصر المحبة، حتى اذا عاد نهائياً الى لبنان، كان دائم التواصل معي وكنت دائم الاهتمام بأمره الى ان نُقل الى مستشفى الحريري فوفاته.
الأمين سامي مداح حالة متقدمة من الوعي القومي الاجتماعي ومن الحضور اللافت في كل من نيجيريا، ومنطقة حاصبيا، يحظى بالاحترام الكبير ويقدم دائماً احلى الصور عن حزبنا.
منذ شهر او اكثر اتصل بي الأمين سامي معزياً بمن خسرت في فترة الصيف.
كان حديث الأمين سامي، كما دائماً، مشبعاً بروح القدوة القومية الاجتماعية. وعدني ان يتصل بي في اول زيارة له الى لبنان كما كان يحصل دائماً.
قلت له: ناطرك امين سامي. كتير حابب اقعد معك لحديث قومي اجتماعي.
ورحل الأمين القدوة سامي مداح ليبقى ذكره مقيماً في كل مكان استقر فيه.
اقف بحزن الى جانب عقيلته الفاضلة عائدة، وابنه العزيز رباح، وكل عائلته، عارفاً مثلهم مقدار خسارتنا جميعاً للامين سامي مداح. امثاله نادرون، لذا فهو باق في تاريخ حزبنا، وفي أوساط مجتمعه. ذكراه لا تزول ومآثره لا تمحى .
*
ورد لدى البعض ان الأمين سامي مداح كان نشط حزبياً في الاربعينات من القرن الماضي في الفترة التي كان تواجد فيها الامينان عجاج المهتار ونواف حردان، قبل اشهر من الثورة القومية الاجتماعية .
الصحيح ان الرفيق المعني هو المناضل نصار مداح والد حضرة الأمين سامي، وقد تحدث عنه الأمين نواف حردان في مؤلفه "على دروب النهضة".
في: 17/12/2022 لجنة تاريخ الحزب