هي المبادئ السامية، مبادئ النهضة القومية الاجتماعية، التي زرعت في نفوس القوميين الاجتماعيين الحب الكبير لوطنهم ولأبناء شعبهم ودفعتهم للتفكير والعمل في سبيل الخير العام وسعادة المجتمع وتقدمه. إنه أمر طبيعي ان يتسابق القوميون الاجتماعيون لتقديم العون والمساعدة للمنكوبين من أبناء شعبهم في الشام الأبية والوقوف إلى جانبهم في محنتهم الكارثية الصعبة، لأن تعاليم نهضتهم رسّخت فيهم معاني الأخوة القومية والولاء للوطن ومحبته والعطاء اللامحدود في سبيله وزرعت في نفوسهم القيم الأخلاقية النبيلة والفضائل الجميلة.
ليس مُستغرباً على القوميين الاجتماعيين في الوطن والمغتربات أن يسارعوا لجمع التبرعات المالية والعينية والمساعدات الطبية وإرسالها إلى أبناء شعبهم في الشام الصامدة أمام الطغاة المعتدين، الذين يمارسون الحقد والتعسف والاستبداد. فالقوميون هم أصحاب قضية قومية معنية بكل الشعب السوري، بقضايا حياته ومصالحه وحقوقه وثرواته وبمصائبه وأوجاعه، ولا فرق بين اللبنانيين والشاميين والعراقيين والفلسطينيين والأردنيين. فالجميع هم أبناء وطن واحد، أبناء سورية، وما يجمعهم هو وحدة الحياة ووحدة المصالح ووحدة المصير. لذلك، فإن القوميين الاجتماعيين المؤمنين بوحدة شعبهم ومجتمعهم وبأن "الحياة لا تكون إلا في العز"، يرفضون الخضوع لمشيئة الولايات المتحدة الأميركية وعقوباتها الظالمة وسياساتها في قهر الشعوب ونهب خيراتها، ويقفون اليوم مع أهلهم المنكوبين والمشرّدين ويحاولون التخفيف من معاناتهم القاسية، كما وقفوا معهم في السنوات الماضية في مواجهة القوى الإرهابية الداعشية المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية ودول الغرب..
ليس مستغرباً على القوميين الاجتماعيين أن يُستنفروا لمساعدة المتألمين من أبناء شعبهم على مواجهة آثار الزلزال المُدّمر والتخفيف من مأساتهم ومعاناتهم، وهم أبناء عقيدة مناقبية علّمتهم الإخاء القومي والمحبة القومية والصدق القومي ورسّخت في نفوسهم قيم العطاء والإخلاص والوفاء والمروءة والاقدام. فالتعاليم القومية الاجتماعية زرعت في نفوسهم الخيّرة هذا الشعور القومي، وهو نوع من الحب الحقيقي لأمتهم: حب الأمان والسلام لها، حب الخير والحق والجمال، حب الإنسان والأرض، حب العطاء والتضحية والبناء، حب العزة والحياة الحرّة الشريفة، حب البطولةِ والموتِ متى كان الموت طريقاً للحياة.
هذا هو إيمان القوميين الاجتماعيين العظيم، وهذا هو الحب الحقيقي الذي يملأ نفوسهم صدقاً وإخلاصاً ووفاء ويدفعهم للقيام بواجبهم القومي تجاه شعبهم. بهذا الإيمان الذي يغمر قلوبهم وبهذا الحب الذي يفيض في نفوسهم، نبلسم الجراح ونبني الوطن ونحقق السعادة والخير لكل المجتمع.