تنعى "مؤسسة سعاده للثقافة" إلى القوميين الاجتماعيين في الوطن وفي عبر الحدود الرفيق إيلي سعادة الذي وافاه الأجل في بيروت بعد صراع مع المرض لم يمهله طويلاً.
إذا كانت صفة "الجندي المجهول" تنطبق على أي إنسان، فهي أصدق ما تكون مع الرفيق إيلي. لقد كان جندياً مجهولاً ومعلوماً في الوقت نفسه: معلوماً لأنه ترهبن للغوص في التراث القومي الاجتماعي وكتابات سعاده، وكلنا نشهد بذلك. ومجهولاً لأنه لم يُصرّح على رؤوس الأشهاد، وإنما هو أوقف حياته على هذه المهمة الجليلة تاركاً للإصدارات المتتالية أن تنطق بتلك الانجازات.
كان الرفيق إيلي في مقدمة فريق متناغم أنيطت به مهمة جمع تراث أنطون سعاده ونشره بأسلوب علمي حديث. وقد حرصوا جميعاً على تطبيق أرقى المعايير الآكاديمية وأدقها لتخرج علينا "الأعمال الكاملة" سنة 2000، من إصدار "مؤسسة سعاده للثقافة" في 12 مجلداً.
وما كانت "الأعمال الكاملة" خاتمة اهتمامات الرفيق إيلي، بل هو واصل بدأب وتركيز متابعة كل الخطوط التي توصلنا إلى الكشف عن كتابات مجهولة لسعاده، إضافة إلى إلقاء الأضواء الكاشفة على وثائق الحزب المتناثرة والضائعة. وآخر ما كان الرفيق إيلي يساهم بالعمل فيه، حتى في أيام مرضه، إصدار المجلد الثالث عشر من "الأعمال الكاملة" الذي بات جاهزاً للطباعة خلال الأشهر المقبلة.
ومن الانجازات المميزة التي تُسجل للرفيق إيلي أنه قاد فريق عمل لإصدار سلسلة من الأعمال الكاملة مصنفة حسب الموضوعات، والهدف منها التسهيل على القارئ الوصول إلى ما يريده من كتابات سعاده بأسلوب علمي وسريع في الوقت ذاته.
لا شك في أن غياب الرفيق إيلي سيترك فراغاً كبيراً. لكن فريق العمل سيواصل السير في الاتجاه الذي يحمل بصماته البارزة لكي يكتمل المشروع الذي أفنى سنواته كلها في إنجاحه. ومن العبارات الأخيرة التي قالها لشقيقه الأمين بطرس سعادة إنه سيموت قرير العين لأن اسمه وأسماء فريق العمل ستكون على حوالي عشرين مجلداً تحتوي كتابات الزعيم محققة ومدققة ومصنفة في عهدة الأجيال الجديدة.
تحيا سورية
مؤسسة سعادة للثقافة