الإبداع هو عملية صنع أو إضافة شيء جديد إلى الوجود. والمبدع هو المحدث أو المنشئ الذي يأتي بحلول فريدة من نوعها وبأفكار جديدة ومفيدة وخارجة عن المألوف.
لا أعتقد ان أحداً يخالفني الرأي بأن سعاده كان شخصاً مبدعاً ومتفوقاً لا بل رجلاً عبقرياً وقائداً فذاً وقد تجلَّتْ مظاهرُ العبقريّةِ والإبداع في فكره الثاقب وفي مؤهلاتِهِ التأسيسية والتنظيمية والقياديّةِ الفريدةِ وفي زعامتِهِ الأصليّةِ المنبثقةِ من صميمِ عظمةِ الأمّةِ السوريّةِ ومنْ نتاجِ نفسيّتِها الجميلة... وتجلَّتْ عبقريته أيضاً في كتاباته وفي إنتاجه الغزير وفي بروزه كموسوعة جليلة في الفكر والفلسفة والسياسة والدين والأدب والموسيقى وعلم الإجتماع وفي لغات العالم الحضاري. لقد ترك سعاده للأمة تراثاً فكرياً ضخماً، تراثاً يجذب الأجيال والدارسين والباحثين الأكاديميين ويقدم طريقة جديدة راقية في التفكير ألا وهي "التفكير الإبداعي- العملي" المرتكز على الإستقلال الروحي.
يقول سعاده "ان الحزب السوري القومي الإجتماعي نشأ بتفكير الإبداع السوري المستقل.."[1] ويؤكد بأن هذا التفكير الذي شكّلَ انقلاباً فكرياً عظيماً وسط شعبنا يعكس نفسيتنا السورية الأصلية التي تتمتع بكل مؤهلات الوعي الصحيح والإدراك الشامل لشؤون الحياة والكون والفن..."[2] وعلى أساس هذا التفكير الإبداعي المستقل دعا سعاده تلاميذه وأبناء شعبه لإشادة تمدن جديد أفضل من التمدن القديم الذي وضع قواعده أجدادنا الأولون وقال: "يجب على الأمم الراقية ان تتشبه بنا او تنسج على طرازنا القومي الإجتماعي."[3]
واليوم وبعد تسعين عاماً على تأسيس النهضة القومية الاجتماعية التي راهنت على جوهر الأمة الذي وصفه سعاده بالخلق والابداع والتفوق، لا بد من طرح أسئلة:
هل تلقَّفَ التلاميذ فتوحات سعاده الفكرية واستفادوا منها في إطلاق القوى الكامنة في الأمة؟
هل كانوا على مستوى ابداعه؟ وهل نجحوا في انتاج آليات وحلول عملية لمشاكل الأمة السياسية والاجتماعية أم انهم فعلاً مقصرين بحق هذا الفكر؟
هذه الأسئلة وغيرها هي محور محاضرة وكيل عميد الثقافة في الحزب السوري القومي الاجتماعي الرفيق إبراهيم مهنا بعنوان "بين ابداع سعاده وقصور التلامذة".
والرفيق إبراهيم
- حائز على اجازة في اللغة العربية وعلى اجازة في علم الاجتماع من الجامعة اللبنانية.
- حائز على دبلوم في المساحات الخضراء من معهد genech في فرنسا.
- يجيد اللغة العربية والفرنسية والانكليزية.
- له ابحاث عديدة منشورة معظمها في الشأن الفكري العقائدي وبعض الترجمات.
- يُحَضّر كناب عن: "المؤرخين المراجعين واكذوبة الهولوكست".
1- انطون سعاده، في مغتربه القسري 1942، الآثار الكاملة الجزء 10، ص 29.[1]
2- المحاضرات العشر، طبعة 1976، ص 109.[2]