الرفيق رفيق سيف الدين يصفق لوصول سلطان باشا الأطرش
نشكر الرفيق حنا حنا اهتمامه بتاريخ الحزب، ونعمم ما وردنا منه عن الشهيد الرفيق رفيق سيف الدين نقلا من كتاب أعدّه الأستاذ المرحوم سالم اشتي بعنوان: ”رفيق سيف الدين“، وصدر في تموز 2020. مرفق بما كنا نشرناه بتاريخ سابق عن الشهداء: الامين أحمد جميل حسين حمود، والرفيقان رفيق سيف الدين وصقر عبد الحق.
ل. ن.
*
في مثل هذا اليوم (08 آب) من عام 1958، استشهد الرفقاء: أحمد حمود (من مجدل بلهيص) ورفيق سيف الدين وصقر عبد الحقّ (من ينطا) بكمين مسلّح في وادي منسيا الواقع جنوب قرية حلوة بين بلدتي ينطا وميسلون على الحدود المصطنعة اللبنانية - الشامية.
وللذكرى ننشر رسالة من الشهيد سيف الدين إلى زوجة أخيه سامي(1) في كندا، وهذا نصّها:
حقول عابقة بالنور والشذى والدفء،
وآكام وهضاب لبنانية الوجه والتربة والرائحة.
الغالية ناديا،
ألف قبلة، كيف سامي وفيصل، رسالتكم الأخيرة لنا فيها بعض الشعر، صحيح أنّ القعود لن يُصدِئ القريحة، سأحاول وأرجو أن أوفّق.
أنا الآن على رابية المدرسة، أجلس بعد عناء تدريس، أسرّح نظري فيمتدّ ويمتدّ حتى ينتهي هناك على حرمون وعليه أكوام قليلة، قليلة جداً من ثلج السنة، يتفانى في المحافظة عليها ككلّ نادر من ذكريات الشتاء ودوام اللقب. أتعلمين أنّ حرمون هو الشيخ وثلجه شيبه؟ أمّا سلسلة جبال لبنان الشرقية فقد استظلّته، ولهذا ترينها تتعلّق به تعلُّق الأطفال في أذيال أمهاتهم.
وإلى الغرب حيث تنتظم سلسلة أخرى تحدّث الجوزاء عن عظمة الأمّة الرهيبة، ويتوسطها صنين فتى السلسلة المدلل، يسرق النظر إلى بلدتي ولم لا؟ أليست هي في ”منطرته“ السعيدة الهانئة؟
وما بين السلسلتين تنكمش وتشمخ هضاب، وتنفلش حقول، وتهنأ أرض يزهو زرعها، وتذوي أرض استوطنها الشوك.
وتضيق تأملاتي وتضيق، وأحصرها في البلدة فقط.
وإنه الأصيل وفلاحٌ عائد للقاء أولاده، والأمل يلمع في عينيه، وغداً يُرضي بعض الدائنين، ويضع في الكوارة ما تبقى له ولأولاده من المؤونة.
*
الامين أحمد جميل حسين حمود
في مجدل بلهيص قضاء راشيا الوادي ولد أحمد حمود سنة 1922. عرف النضال باكراً فقد اعتقلته فرنسا عام 1940، وفي العام 1943، عندما كان رجال الاستقلال معتقلين في راشيا ترأس تجمعاً من الشباب ومشى به إلى راشيا مستنكراً فعلة فرنسا ومعرباً عن مساندته للمعتقلين في قلعتها.
بعد أن تخرج من مدرسة المقاصد الإسلامية في بيروت انتقل إلى دمشق حيث انتمى إلى الحزب عام 1944 وفي عام 1945 نال شهادة المحاماة، وانتقل إلى راشيا ليعمل في مهنته وعين منفذاً عاماً سنة 1949، عاد إلى دمشق ليشارك بالثورة القومية الاجتماعية الأولى التي أعلنها الزعيم، وكان مع القوة التي كلفت باحتلال قلعة راشيا. لم تستطع قوات السلطة اللبنانية اعتقاله فحوكم غيابياً واتهم بالتعامل مع العدو، كالعادة. وعندما عاد إلى لبنان سنة 1955 أعيدت محاكمته وطلب فتح "ملف التعامل مع العدو" وأصرّ على ذلك حتى جرت المحاكمة وصدر عندها حكم البراءة.
كان الأمين حمود يكتب في عدد من الصحف والمجلات في فترة الخمسينات، كما كان يتقن الفرنسية ويلّم بالإنكليزية والألمانية. نتيجة ثقافته ونضاله فقد كان يتمتع بثقة ومحبة عارفيه، وفي مهنته كان مرافعاً عنيداً عن الحق وله مرافعات مشهودة في دمشق والسويداء. ولهذه الأسباب كلها تسلم الأمين حمود مسؤوليات عديدة في الحزب وهي منفذ عام راشيا والبقاع الغربي، منفذ عام حوران، منفذ عام القامشلي، منفذ عام زحلة، وكيل عميد الإذاعة، انتخب عضواً في المجلس الأعلى، كما مثل الحزب في أعمال عدة.
في العام 1957 رشحه الحزب للانتخابات النيابية عن راشيا والبقاع الغربي.
عندما اندلعت أحداث 1958 وكان الأمين حمود مسؤولاً في الحزب، تطوع بمهمة حزبية تقضي بالاتصال ومفاوضة السلطات في دمشق، لما كان يتمتع به من علاقات محترمة اجتماعية وسياسية. وإذ عاد حاملاً آراء المسؤولين في الشام إلى قيادة الحزب، توجه مرة ثانية إلى دمشق لاستئناف المهمة التي تطوع لها، وأثناء عودته من دمشق يوم 8 آب 1958 ومعه الرفيقان صقر عبد الحق ورفيق سيف الدين تعرّضوا في وادي منسية جنوبي قرية حلوة، (بين ميسلون وينطا) إلى كمين معاد فسقط الأمين حمود والرفيقان عبد الحق وسيف الدين شهداء الواجب، ليسطّر الأمين حمود في تاريخ الحزب أنه أول أمين يسقط شهيداً.
حول اغتيال الامين احمد حمود والرفيقين صقر عبد الحق ورفيق سيف الدين، اصدر رئيس مكتب عبر الحدود بتاريخ 06/11/1958 التعميم 16/26، موجه الى جميع القوميين الاجتماعيين عبر الحدود، هذا نصه:
"نشرت جريدة "نهضة العرب" الصادرة في مدينة ديترويت – الولايات المتحدة الاميركانية، خبراً مدسوساً مفاده ان القوميين الاجتماعيين هم الذين قاموا باغتيال الامين احمد حمود ورفيقيه في منطقة الحدود الشامية اللبنانية.
وقد ورد الى مكتب عبر الحدود عدد من الرسائل يستفه فيها الرفقاء عن صحة هذا الخبر خاصة وان بعض المواطنين ابتدأوا يرسلون الى رفقاء مغتربين إشاعات أطلقها خصوم الحزب والذين تحوم حولهم شبهة الإشتراك في الجريمة ليحاولوا ابعادها عنهم. لكل ذلك فان مكتب عبر الحدود مخول بايضاح النقاط التالية:
ولكن لنا نحن من متانة عقيدتنا وإيماننا، ومن الثقة المطلقة بنظامنا وقيادتنا ما يجعلنا منيعين على كل هذه المحاولات المخربة بل إننا لا بد وان نردها فاشلة منهزمة الى نحور الذين قاموا بها.
ان الحزب السوري القومي الاجتماعي لا ينسى شهداءه وأبطاله.
**
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في: 18/08/2023 لجنة تاريخ الحزب