حضرة المسؤولين
ضيوفنا الكرام
رفيقاتي ورفقائي!
اليومَ... نقفُ على أعتابِ لحظةٍ رائعة تجمعُ الأصواتَ المدوّيةَ لشبابِنا الموهوبين والروح المرشدة لتراثِنا الثقافي. إنه لمن دواعي سروري أن نعربَ عن شكرِنا وزير الثقافة لرعايتهِ نشاطِنا هذا، فهو الداعمُ القوي للفنونِ والمدافعُ الحقيقي عن الهويةِ الثقافية.
معالي الوزير، حضورُكم اليومَ يعكسُ التزامَكم بالفنونِ ويتحدثُ كثيرًا عن فَهمِكُم للدورِ القيمِ الذي تلعَبُهُ الفنونُ في تشكيلِ المجتمعاتِ الغنيةِ بالحضارةِ والمنفتحةِ على التقدم. كما ويجسدُ التفاني في رعايةِ الإبداعِ وتقويةِ الروابطِ الثقافية وتمكينِ شبابَنا ليكونوا حاملي شعلةَ الحضارةِ في عالمٍ دائم التطور.
أتمنى أن يمثل هذا الحدث بدايةَ شراكةٍ متناغمةٍ بين الوزارةِ ومساعينا الفنية، شراكةٌ تستمرُ في تجويدِ الحيويةِ الثقافية التي تميزُ أمتَنا.
يعتَبرُ سعاده أن هكذا أعمال هي مسألةُ تغذيةِ النفوسِ بالفنِ الموسيقي. وأوصانا قائلا: ولمّا كانتِ الموسيقى والغناء من العواملِ الكبيرةِ في تطورِ حياة الأممِ الاجتماعية والروحية، فحريٌّ بالسوريينَ أن ينشطوا إلى مناصَرَةِ النهضةِ المذكورة ويعملوا في سبيلِ ترقيةِ هذين الفَنّين الساميين.
لأن فِلسطينَ هي في قلبِ القضية، هي نظراتُ الأملِ من وجوهِ أطفالِها الحزينة، فِلسطينُ هي الأُم التي تُنجبُ الأبطالَ، فلسطينُ هي الحجرُ في يدِ كل طفلٍ، فلسطينُ هي الحبُ الذي لا يموت،
فِلسطينُ.... التي كلما غَفونا توقظنا لتبقى عيونَنا اليها ترحَلُ كلَ يوم. فلسطينُ التي قال عنها موشيه دايان: لم يعد هناك فِلسطين... تم الإنتهاءُ منها. فنهضت زهرةٌ من بين الأشواكِ برائحةِ الزعترِ والزيتون. لقد نسيَ أن فلسطينَ وطنٌ تستعصي جذورُه على القلعِ، نسي أن في فلسطينَ أحفاداً لنبوخذ نصّر، نسي أن فلسطينَ وطنٌ برائحةِ الشهداء، فكل من يولَدُ منها شهيد.
أيها الحضور الكريم.....
بهذا العملِ الفني الثقافي، تواجِهُ مؤسسة سعاده للثقافة الحربَ الناعمةَ التي تُشَنُ على مجتمعِنا لطمسِ ثقافِتنا وحضارتِنا، فنحن نواجِهُها بالثقافةِ الحقيقية.... فحيث تمُرُ هذه السنة مئويةُ كتاب النبي لجبران ومئويةُ ولادةِ العبقري عاصي الرحباني دون إحتفالاتٍ تُذكر ولا نشاطاتٍ في مدارِسنا وجامعاِتنا بهذا الخصوص، ولا دراساتٍ ولا كُتبٍ تصدرُ من دور النشرِ ولا أعدادٍ مخصصة له في المجلاتِ، يقام حفلٌ لعمرو ذياب يحضَرُهُ 18 ألف شخص توضَعُ فيه شروطٌ مُخزية على الإعلاميينَ فيمتثلوا بها صاغرين. ويواجهُ معالي وزير الثقافة اللبناني حملةَ انتقاداتٍ عنيفةٍ تشُنها شخصياتٌ سياسيةٌ وفنانونَ من ذوي الفنِ الهابطِ وناشطونَ على وسائلِ التواصلِ الإجتماعي بسببِ المشروعِ الذي تقدمَ به لمنعِ تشريعِ المثليةِ وقرارِه بحضرِ فيلم "باربي" لتعارُضِه مع القيمِ الأخلاقية.
فبينما ترزَحُ بلدُنا في ظلِّ هذا السخفِ القاتِلِ والمحاولةِ المفضوحةِ لسلخِ اجيالِ المستقبلِ عن قيمِهم وعن المناقبيةِ والأخلاقِ وإلهائِهم عن قضيتِهم الأساس التي هي نهضةُ أمتِهم ليركزوا على مواضيعَ سخيفةٍ لا تُشبِهُنا، في ظلِّ هذا الواقعِ المريرِ آلت على نفسِها مؤسسة سعاده أن تواجهَ بالثقافةِ هذه الحرب الناعمة فقررت من خلالِ هذا العملِ التركيزَ على اعمالِ عاصي ومنصور الرحباني وإعادة البوصلة الى فلسطين.
فيروز وعاصي ومنصور تخطت أعمالُهم لبنانَ الأخضر وركزوا على جميعِ كياناتِ سورية الطبيعية وانتصرَ عندهم فخر الدين على العثمانيين وليس على والي دمشق كما يَذكُرُ كتابُ التاريخ.... تمرُ الذكرى المئوية الأولى لولادة عاصي والناسُ في مكانٍ آخرَ يلهَونَ في المعتقلاتِ الطائفية التي زجَهم فيها سياسيونَ فاسدون فنَسوا فنهم الراقي ونسَوا فلسطين. أما نحن، فلن ننسى.
أخيراً أودُ أن أعبرَ عن شكريَ العميقِ لرئيسِ فرقةِ الكورال الرفيق الأستاذ زاهر السبعلي وُمعلمةُ الصوتِ الأستاذة لارا جو خضر وأعضاءِ فرقةِ الكورال الذين عَمَلوا بجهدٍ طوالَ هذه السنة ليمتعونا بهذا العمل الراقي والجميل.