حضرة معالي وزير الثّقافة القاضي محمّد وسام مرتضى مُمَثَّلًا بالرّفيق مكرم غصوب المحترم.
حضرة الأمينة اليسار ابنة الزّعيم انطون سعاده المحترمة.
أصحابَ المقاماتِ الرّسميّة والرّوحيّة والفكريّة والحزبيّة والاجتماعيّة والإعلاميّة، أيُّها الحفلُ الكريم.
تعالَوا معنا في رحلةٍ من دونِ رحيل،
من منقلبِ الشّمسِ إلى سفحِ القمر،
من لحنِ عُصفورٍ إلى شَدْوِ الوتر،
تعالَوا لنزورَ الكونَ والعناصِرَ، ونسبرَ غورَ الوجودِ، ونلحقَ الملائكةَ صوبَ الجِنان.
تعالَوا لنسمعَ همسَ الكواكبِ والنّجوم، ونسبقَ الرّيحَ إلى قِممِ الجبال،
لنسمعَ اللهَ يُحاكي الأنبياء، ويوزّعُ اللونَ على أجنحةِ الفَراش،
لنرصدَ التّاريخَ، ونمُرَّ خِفافًا على منابعِ الأنهُرِ وأعماقِ البحار،
إلى مُدُنِ الجمالِ والفُنون، مُحاطةً بالخناجرِ والعيون،
لِنَجولَ بينَ أطلالِ القُصور، ونسألَ الصُّبحَ عن شمسِ المَغيب،
إلى مُدُنِ الحرّيّةِ المُسَوَّرةِ بالغِلال، لنشهَدَ العِزَّةَ على جِباهِ المُقاوِمين،
إلى فلسطينَ المكلومة، لنسمعَ الجُرحَ يُغنّي للنّضال.
تعالَوا أيُّها السّادةُ إلى مركبِ الكلمة، وسفينةِ الشِّعرِ وجِسرِ اللّحنِ والصَّوت، نعبُرُ إلى مدينةِ الصّلاة، إلى القُدسِ العتيقة زهرةِ المدائن، إلى غزّةَ ونابلسَ والضّفّة، إلى حيفا ويافا واللّد، وإلى كُلِّ شِبرٍ من أرضِ فلسطين، عَلَّ رائحةَ صنوبرِ العرزال تترنّحُ لتُرسِلَ هينماتِها إلى شجراتِ الزّيتونِ العِتاق، مُحَطِّمةً سلاسِلَ الجُورِ والظُّلمِ والاحتلال، مُنشِدينَ معَ الشّاعر نبيل الملّاح قائلين:
... هُنا الصَّنوبرُ زهْوٌ من طبيعتِها
زادَ اخضرارًا على ما مرّتِ الحُقبُ
من أرضِها قُدَّ للتّفكيرِ منهجُهُ
فعاشَتِ الرّوحُ فيما الموتُ يَضطَرِبُ
مِنَ المُطلِّ إلى العِرزالِ وَطأتُهُ
هُنا التّأمُّلُ... والأفكارُ تنسَكِبُ
هِيَ العقيدَةُ... بعثُ المجدِ مبدأُها
هِيَ المناقِبُ والأخلاقُ والنُّخَبُ ...
شكرًا سعاده على جودِكَ وفِكرِكَ! أرسلْتَ لنا من حناياكَ رِجالَ فكرٍ وأبطالًا مُقاوِمين، ومُرَنِّمينَ يحملوننا بالصَّوتِ واللّحنِ والكلمة إلى رُبوعِ الأمّة، نسيرُ معهم مُنشدين ومُصَلّين، قائلينَ مَعَ صوتِ فيروز وشِعرِ الأخوين رحباني:
عَم صَرِّخ بالشّوارع، شوارع القِدس العتيقة
خلي الغنّيّة تصير... عواصف وهَدير
يا صوتي ضلّكْ طاير... زَوْبِع بِهالضّماير
خبّرهن عاللي صاير... بلكي بيوعى الضّمير.
ألا فلْنرْحَلْ معًا، خيالًا وغِناءً وموسيقى، مَعَ كورال مؤسّسة سعاده للثّقافة، في رحلةٍ نؤدّي فيها التّحيّة إلى فلسطين، من أرضِ العرزال، مَرتَعِ العِزِّ والإباء، إلى فلسطين أرضِ الصّلاةِ والبُطولةِ والإيمان.