نشيدٌ يحمل في تعابيره معاني النهضة والتاريخ والحضارة والفداء وجمال الوطن وكرامة ابنائه ومناعة جباله.
في المقطع الأول نلقي السلام والتحية على سورية وتتكرر عبارة "سورية لك السلام" مرتين نظراً إلى ان بلادنا بحاجة إلى السلام وإنها من دعاة نشر السلام في العالم وإنها تقاوم الاحتلال والحروب التي تجتاح البشرية بدافع المصالح الجشعة للدول المشحونة بالعنف المادي والطمع بالإستيلاء على ثروات الشعوب الأخرى.
ثم نقول "سورية انت الهدى" والمقصود بذلك انها أمةٌ أعطت للإنسانية مفاتيح الهداية إلى العلم والمعرفة من الأبجدية الأولى وعلم الفلك والزراعة والشرائع وتنظيم الزمن إلى الطب والكيمياء والرياضيات والهندسة والري والسدود وفنون العمارة والمدن. اما عبارة "نحن الفدى" فهي رسالة إلى شعبنا بأننا مستعدون للتضحية ولفداء أمتنا وبناء مستقبلها والذود عنها وعن وطننا ووضع مصلحة الامة فوق مصلحة الفرد او الجزء.
في المقطع الثاني وصفٌ لنا نحن كشعبٍ يرفض الذل والهوان ويتميز بالصلابة وروح التحدي والنهضة. يقول: "نحن قومٌ لا نلينُ للبغاة الطامعين.. أرضنا فيها مَعينُ للرجال الناهضين" أي انها نبع للرجولة والطموح.
المقطع الثالث يصف الوطن والناس فيقول: " كلُ ما فيها جميلٌ.. كلّ من فيها كريم.. جوّها صافٍ عليلُ شعبها حيٌّ عظيم“، وهذا وصفٌ واقعي وليس خيالياً لوطننا الجميل الرائع ولطبيعة بلادنا الساحرة وجوّها الذي يتميز بالإعتدال والسحر والنقاء والصحة. كما يركز على ان شعبنا هو حي وعظيم يرفض الموت ولا يقبل القبر مكاناً له تحت الشمس وهذا ثابتٌ في التاريخ وفي الحاضر.
في المقطع الرابع تعبير عن الشموخ والمناعة والحصانة وسما النفوس الأبية فيقول: "يا جبالاً قد تعالت وتجلّت كالحصون.. يا نفوساً قد تسامت فوق آماد المنون." وهذا ايضاً وصفٌ واقعي يقارن شموخ الجبال مع شموخ النفوس وسموّها، كما يصف حدود الوطن السوري الحصينة عبر سلاسل الجبال الشاهقة في طوروس وزغروس والجبال الساحلية الممتدة من كسب والإسكندرون إلى لبنان وإلى بطاح الكرمل في الجنوب السوري فلسطين.
وفي الأخير يحكي عن النهضة فيقول: "نهضةٌ هزّت قروناً وجَلَت عنّا الخُمول" وبهذا يعبّر عن فعل النهضة القومية وبأنها هزت الطبقات المتراكمة على تاريخنا من الذل والانحطاط والكسل وفقدان الثقة بالنفس والشعور بالخوف والعجز عن الصراع وعن تحقيق الحياة الكريمة الزاهرة القوية، إلى ان يصل في الأخير للتأكيد على اننا امةٌ حيةٌ تامةُ التكوين والصفات وليست تابعةً لأحد وإنها حياةٌ لن تزول، وهذا هو السطر الأخير في النشيد: "امةٌ نحن يقيناً وحياةٌ لن تزول “..
هكذا باختصار نفهم النشيد الذي وضعه مؤسس الحزب القومي انطون سعاده سنة 1935 ولحّنه الفنان القومي الموسيقار المبدع زكي ناصيف.
النشيد الرسمي للحزب السوري القومي الاجتماعي
سورية لك السلام! سورية انت الهدى!
سورية لك السلام! سورية نحن الفدى!
نحن قوم لا نلين للبغاة الطامعين
ارضنا فيها معين للرجال الناهضين
سورية لك السلام! سورية انت الهدى!
سورية لك السلام! سورية نحن الفدى!
كل ما فيها جميل كل من فيها كريم
جوها صاف عليل شعبها حي عظيم
سورية لك السلام! سورية انت الهدى!
سورية لك السلام! سورية نحن الفدى!
يا جبالا قد تعالت وتجلت كالحصون
يا نفوساً قد تسامت! فوق آماد المنون!
سورية لك السلام! سورية انت الهدى!
سورية لك السلام! سورية نحن الفدى!
نهضة هزت قروناً وجلت عنا الخمول!
أمة نحن يقينا وحياة لن تزول!