"لا خلاص لهذا المشرق إلا في معرفة أبنائه أن انتماءهم هو لأرضهم وليس لأقليات ولدوا فيها."
بهذه الكلمات بدأ البروفسور شوقي عطية كتابه "ديمغرافيا المشرق" الصادر عام 2019 عن مركز المشرق للأبحاث والدراسات. في هذا الكتاب القيّم يقدّم الدكتور عطية بحثاً في الديموغرافية التاريخية والسياسية للمشرق الذي، كما يقول، "وحدته الجغرافية دائماً وفرقه أبناؤه حيناً والغرباء عنه دائماً."
والدكتور عطية المتخصص بعلم اجتماع السكان هو أستاذ باحث ومحاضر في معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية وله مجموعة كبيرة من الكتب في الديمغرافية والإعلام والمواطنية بالإضافة إلى عدد من الأبحاث والدراسات الإحصائية والمقالات المنشورة في مجلات لبنانية وعربية.
مؤسسة سعادة للثقافة يسّرها أن تستضيف اليوم الدكتور عطية للمرة الثانية وسيتم التركيز في هذه الندوة على موضوع ساخن يشغل بال السياسيين والإعلاميين واللبنانيين عامة وهو صنيعة جهة واحدة متمثلة بعدو وجودنا القومي ومن يتحالف معه من دول غربية ومجموعات إرهابية، هذا العدو هو الذي شرَّدَ وما زال يُشرِّدُ أبناء شعبنا في فلسطين المغتصبة وهو الذي شرَّدَ أبناء شعبنا في العراق وأبناء شعبنا في الشام، فلجأ الملايين منهم إلى الأردن وتركيا ولبنان الذي وصل عددهم فيه إلى ما يقارب المليونين نازح يعيشون في أوضاع مزرية ويعانون من التشرد والقهر والعنصرية.
عن توزع وجودهم في لبنان في معظم بلداته وقراه وفي مخيمات اللجوء وتجمعات سكنية عشوائية وما يشكّله هذا الوجود من قلق شعبي ورسمي وتخوّف من تغيّر ديمغرافي آتٍ نتيجة ازدياد الولادات بينهم هو ما سيتحدث عنه الدكتور عطية اليوم.