مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
العلاقة الجدلية بين الحركة الصهيونية والأنظمة العربية
 
حوراني، رامز
 

 

 

 

عناوين المحاضرة:

 

1- مؤتمر لندن 1907

2- العقل الصهيوني

3- تطبيق سايكس بيكو 1920

4- تصدي المفكرين السوريين للحركة الصهيونية

5- التجزئة السياسية في سورية الطبيعية

6- الأنظمة العربية في خدمة الصهيونية

7- بعد النكبة 1948

8- أنطون سعادة والخطر الصهيوني على سورية

9- في المسألة الفلسطينية

10- الانعزالية

11- الحرب والسلم من منظور أنطون سعادة

 

 

 

 

1- مؤتمر لندن 1907

 

يمكننا القول إن الخطوة الأولى في إحياء الحلم الصهيوني بإنشاء وطن قومي يهودي في فلسطين بدأت في المؤتمر الذي عقدته القوى الغربية الاستعمارية في لندن سنة 1907، واتفقت فيه هذه الدول على كيفية السيطرة على أراضي الدولة العثمانية التي بدا عليها الوهن والضعف.

 

من أهم المقررات في هذا المؤتمر التي تتعلق ببلادنا هي:

 

1- من يسيطر على الشرق الأوسط يسيطر على العالم لخصائصه الجغرافية والاقتصادية وخصوصاً الثروة النفطية.

 

2- فصل القسم الآسيوي عن القسم الأفريقي في الشرق العربي.

 

3- إفراغ فلسطين من أهلها الأصليين والإتيان بشعب غريب إليها.

 

4- الاتفاق السري بين الحركة الصهيونية وهذه الدول بأن الشعب الغريب الذي سيسكن فلسطين هم اليهود.

 

5- قيام وطن قومي يهودي في فلسطين يوفر للغرب قاعدة عسكرية متطورة لإخضاع شعوب المنطقة عندما يحتاج الأمر لذلك.

 

 

2- العقل الصهيوني

 

إنّ العقل الصهيوني لا يتعامل معنا على أساس أننا شعوبٌ لها شخصيتها، ولها أهدافها العليا في الحياة. إنه يرانا كتلاً بشرية متدافشة للحصول على قوتها وكفى لذلك علينا أن نسمع أصداءه المزوّرة.

 

وما يشجعه على ذلك العلاقة الجدلية التي تجمعه بالأنظمة العربية.

 

إنّ العدو الصهيوني يدرك أن بقاءه مرهون ببقاء هذه الأنظمة العربية التي لا يعنيها سوى البقاء في السلطة، وهذا البقاء لا يستمر ولا يبقى إلا بتقديم التنازلات والخدمات لهذا العدو.

 

 

3- تطبيق سايكس بيكو 1916

 

من هذه القاعدة القائمة على المصالح المشتركة بين الأنظمة والعدو بدأت المأساة في بلادنا ابتداءً من تطبيق اتفاقية سايكس- بيكو في أواخر تموز سنة 1920.

 

 

4- تصدي المفكرين السوريين للحركة الصهيونية

 

ولكن الصراع بين المفكرين السوريين والحركة الصهيونية بدأ منذ انعقاد المؤتمر في بال في سويسرا سنة 1897. أولى المقالات هي التي كتبها أمين إرسلان من باريس ونشرت في "المقطّم" العدد 2611 تاريخ 22 تشرين الأول 1897 تحت عنوان "مملكة صهيون" والمقالة هي ردة فعلٍ على المؤتمر الصهيوني الذي عقد في "بال" في سويسرا حيث يقول الكاتب: "لا يخفى أنه عقد في الأشهر الستة الأخيرة مؤتمرات مختلفة في عواصم أوروبا، فرأيت أن أخصص هذه المقالة بمؤتمر "بال" الذي عقده الإسرائيليون في سويسرا في الشهر الماضي سعياً لإقامة وطن قومي يهودي في فلسطين. فاجتمع فيه على ما يزيد على مئتي مندوب من نسل إبراهيم الخليل للمفاوضة في مشترى أراضٍ فسيحة وقرى كثيرة في فلسطين، وجوار أورشليم من الدولة العثمانية، وجعلها مملكة إسرائيلية مستقلة تحت سيادة الحضرة الشاهانية عاصمتها القدس الشريف".

 

 

5- التجزئة السياسية في سورية الطبيعية

 

لن نبحر كثيراً في مسألة السرد التاريخي للشروع الصهيوني في فلسطين لأن سردياته كثيرة في الكتب التاريخية التي أرخت لذلك. ما يعنينا في هذه الدراسة إظهار القواسم المشتركة بين الحركة الصهيونية والاستعمار الغربي الفرنسي والإنكليزي بين الحربين العالميتين الأولى والثانية وتحديداً تقسيم سورية الطبيعية إلى كيانات وجعل كل كيان دولة مستقلة وهي: لبنان الكبير وسورية الشام والعراق وفلسطين ودولة شرق الأردن التي استحدثها الاستعمار البريطاني بعد أن ضمَّ إليها مساحات من العراق والسعودية وفلسطين وسورية الشام.

 

وبهذه التجزئة السياسية مهّد الاستعمار لغايتين أساسيتين: الأولى لقيام الدولة اليهودية في فلسطين، والثانية ربط هذه الكيانات ليسياساته حتى تبقى تابعة له سياسياً واقتصادياً. وبعد الحرب العالمية الثانية منح الاستعمار الاستقلال الشكلي لهذه الكيانات ما عدا فلسطين التي اغتصبها الصهاينة عام 1948 وأقاموا دولتهم المزعومة تنفيذاً لوعد بلفور عام 1917.

 

 

6- الأنظمة العربية في خدمة الصهاينة

 

في العام 1948 عندما احتلّ الصهاينة فلسطين وأعلنوا قيام دولتهم قامت الأنظمة العربية بإرسال مجموعات من جيوشها لمحاربة الإسرائيليين، ولكن كل المعلومات التاريخية تؤكد بأنّ هذه الجيوش لم تقاتل قتالاً جدياً لأنها لم تكن مسلحة بأسلحة فعالة، ولأن الحكام كانوا على تواصل مع الإسرائيليين سراً لأن وجود الكيان الصهيوني هو صمّام الأمان لبقاء الحكام والأنظمة التي هندسها الاستعمار وفقاً لمصالحه السياسية والاقتصادية.

 

 

7- بعد النكبة

 

أصبحت القضية الفلسطينية عنوان العرب والعروبة وأخذت الأنظمة العربية تتنافس فيما بينها للعمل على تحرير فلسطين. هُزِمت الجيوش العربية في الخامس من حزيران عام 1967 واحتلت إسرائيل شبه جزيرة سيناء والجولان والضفة الغربية ومزارع شبعا وكفرشوبا ثم حرب 1973 التي عبر فيها الجيش المصري قناة السويس وحطم خط بارليف ووصل الجيش السوري في بداية الحرب إلى بحيرة طبريا، ولكنّ الحرب انتهت باختراق العدو الصهيوني خطوط الدفاع المصرية وتطويق الجيش المصري من خلف قناة السويس، هذا على الجبهة المصرية التي خفّ فيها القتال، ما ساعد العدو على التفرغ إلى الجبهة السورية التي اضطر فيها الجيش السوري للتراجع إلى المواقع التي كان فيها قبل الحرب.

 

وحصل المحذور عندما زار أنور السادات الكيان الصهيوني، واجتمع بالصهاينة، وأبدى استعداده لإنهاء العداوة وفتح صفحة جديدة مع العدو قائمة على السلام المتبادل فكانت معاهدة كامب ديفيد، ثم تلتها معاهدة وادي عربة بين الأردن والعدو الإسرائيلي، ثم أصبح لإسرائيل مكتب في قطر للتبادل السياحي والتجاري، وآخر الشهامة العربية الأخوة الإبراهيمية بين العرب واليهود وتطبيع العلاقات بين إمارات الخليج العربي والكيان الإسرائيلي.

 

إن جدلية العلاقة بين الأنظمة العربية والحركة الصهيونية التي تجلّت بأوضح مظاهرها في عشرية الهجوم على الدولة الشامية التي جمع فيها الغرب والأنظمة العربية المرتزقة من ثمانين دولةً واعترف رئيس وزراء دولة قطر بأن قطر وحدها دفعت 150 مليار دولار لتمويل هذه الحرب الداعشية الصهيونية على الشام، والأدهى من ذلك اختلاط الدم الداعشي مع الدم الصهيوني لأن إسرائيل فتحت مستشفياتها لمداواة الجرحى من المرتزقة الذين يقاتلون الجيش الشامي.

 

وبعد طوفان الأقصى ذاب الثلج وبان المرج وصدقت مقولة المقاومة بأن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت وسقطت الهالة الإسرائيلية في الميدان ووقع قوادها العسكريون في الأسر ودخلت المقاومة الفلسطينية مسافة أربعين كيلو متراً في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومنذ عشرة أشهرٍ وحتى تاريخه لم يستطع العدو الإسرائيلي وحلفاؤه من حلف الناتو من تحقيق أي هدف من الأهداف التي أعلنوا عنها، ولعلّ الهدف الوحيد الذي حقّقوه فضح الأنظمة العربية وتأكيد علاقتها الجدلية مع العدو الصهيوني الذي ينتقم من المدنيين الغزاويين العزل لعلّه يسترجع شيئاً من مياه وجهه ووجه الأنظمة العربية التي تكتفي فضائياتها بتعداد الضحايا الأبرياء.

 

 

8- سعادة والخطر الصهيوني على سورية

 

بعد أن شرحنا في القسم الأول الظروف التي نشأت فيها الحركة الصهيونية والغاية من إنشائها فإن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف تعامل أنطون سعادة مع هذا الخطر؟ وهل علينا نحن اليوم أن نبقى ملتزمين بآراء سعادة في هذا المجال؟ وما هي الوسائل التي علينا أن نعتمدها للقضاء على ما زرعته الصهيونية في بلادنا من الاحتلال والقتل والدمار؟

 

لقد تنبّه سعادة إلى خطر الحركة الصهيونية على سورية برغبتها بإقامة وطن قومي يهودي في فلسطين، منذ عشرينيات القرن الماضي، وله كثير من المقالات في هذا الموضوع،  وهو القائل: العمل المنظّم لا يقاوم إلّا بالعمل المنظّم، ولا نبالغ إذا قلنا بأن الإعلان عن تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي سنة 1932 كان رداً منظماً على الحركة الصهيونية ومحاربة هذه الحركة لا يتم إلّا ببعث نهضة شاملة في الأمة السورية. لذلك نجد في فكر سعادة الأسس الفكرية والاجتماعية والسياسية لمحاربة الحركة الصهيونية والتخلص من خطرها على بلادنا وأهمها:

 

1- وعي سعادة المبكر لخطر الحركة الصهيونية والتجزئة السياسية الاستعمارية.

 

2- المؤامرة الأمبريالية الصهيونية لن تتوقف إلّا بوعي الأمة السورية لهذا الخطر.

 

3- الباعث الأساسي لوجود الحزب السوري القومي الاجتماعي هو الرد المنظم على الخطر المنظم.

 

4- النقطة المركزية في فكر سعادة القومي تقوم على أنّ النضال ضد الخطر الصهيوني لا يمكن أن يقتصر على الفلسطينيين لأن الخطر القومي المصيري لا يقتصر على فلسطين وحدها بل يطال الأمة بوحدتها وسيادتها.

 

5- إن محاربة المشروع الصهيوني إنقاذ للبنان من الانعزالية.

 

6- كل نظرية سعادة في الشأن القومي مرتكزة على أنّ للوعي القومي وظيفة نضالية في حرب التحرير.

 

7- الوعي القومي عنده يربط بين الاستعباد الداخلي والخارجي.

 

8- حرب التحرير القومية تدرك أن تحرير الوطن وتحرير المواطن مقولة واحدة لا انفصال بين أجزائها.

 

9- أسباب الحرمان- الإقطاع- الرأسمالية- التكالب على المصالح وعلى المنافع تشكّل عائقاً جوهرياً في حرب التحرير.

 

10- فرادة سعادة في منهجه المدرحي في تفسير الحرمان المادي والنفسي.

 

11- وعي سعادة المبكر لبذور الفكر الانعزالي في الثلاثينيات والأربعينيات.

 

12- يربط سعادة بين التفكير الانعزالي والتفكير الصهيوني.

 

13- إنّ المشكلة الطائفية عنده يمكن أن تتحوّل إلى ورم سرطاني يصل إلى حد الخيانة القومية.

 

والآن: السؤال الكبير الذي يواجهنا: هل الأخطار التي تنبّه إليها أنطون سعادة كانت حقيقةً أم وهماً؟ وهل الطريق إلى توحيد الأمة السورية وإعادة أراضيها المغتصبة في فلسطين وكيليكيا واسكندرون يتم بالمفاوضات أم بالمقاومة؟

 

قبل النظر إلى ما نشاهده اليوم من الأحداث في بلادنا في العراق والشام وفلسطين ولبنان دعونا نُلْقِ نظرة على ما قاله أنطون سعادة للإجابة عن سؤالنا.

 

 

9- في المسألة الفلسطينية

 

لقد رفض سعادة مبدأ التقسيم عام 1947، وحاربه ورفض وصاية بريطانيا على فلسطين، ورفض اللجان التي ترسلها عصبة الأمم لدراسة واقع فلسطين لأنه يعتبر أنه من حق الأمة وحدها أن تقرر مصيرها. وعلى الأمة التي تريد أن تحيا، وأن تتقدم من الأخذ بمبدأ أساسي هو مبدأ حق الدفاع عن الحياة ومواردها. وما دام العالم عالم تنازع مصالح، فسياسة الحرب ركن أساسي من أركان السياسة القومية كسياسة السلم...". وإن القوة هي القول الفصل في إثبات الحق القومي أو إنكاره."

 

 

10- الانعزالية

 

- الانعزال خطر على القضية القومية لأنه يصبح عاملاً من عوامل التجزئة والتفسخ المادي والنفسي، ثقافة الانعزالية ثقافة هجين. الانعزالية وُجدت لمحاربة الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يؤكد على الوحدة، وعلى الحقوق القومية الثابتة القائمة على وحدة الشعب والأرض.

 

- خطر الانعزال في معاداته لبيئته الطبيعية، ومصالحته للحركة الصهيونية، لوجود القواسم المشتركة القائمة على العنصرية.

 

- ارتباط الأحزاب الانعزالية بالاستعمار، لأنها لا تستطيع الصمود في مواجهة المد القومي، ومصالح الشعب الأساسية، إلّا إذا رضعت من ثدي الاستعمار، والمحاربة بسيفه.

 

- ارتباط الأحزاب الانعزالية بقاعدة طائفية، تستغلها لأغراضها الخاصة، وتتخذها شعاراً في مواجهة الطوائف الأخرى التي تتعدّد ولاءاتها بتعدد مصالح أسيادها، وهكذا تقنع الناس، من ضمن هذه القاعدة، بأنّ الكيان الأناني يخص بعض المواطنين الذين لهم وحدهم حق التصرف به.

 

 

11- الحرب والسلم

 

أكّد سعادة في معظم مقالاته في هذا الشأن على مجموعة من القواعد والمبادئ في السياسة الدولية:

 

- إنّ الصراع القائم في العالم، هو صراع أمم متطاحنة. وقوام هذا الصراع في معظمه، يقوم على نهب مصادر الطاقة. فالأمة التي تمكنت، عبر بنائها الداخلي، من تخطي مشاكلها الزراعية والصناعية، ستتطلّع حتماً، إلى تأمين الطاقة المتوافرة خارج حدودها "إنّ النزاع الشديد على مصادر المواد الأوليّة والأسواق، قد استفحل بعد النهضات الروسية والإيطالية والألمانية واليابانية التي غيّرت الوضع السياسي- الاقتصادي العام".

 

- إنّ التنافس على المواد الأولية وتوفير الأسواق للمتوجات الصناعية ولّد ضغطاً اقتصادياً وسياسياً سيؤدي حتماً إلى حرب بين الدول المتنافسة "وما دام العالم عالم تنازع مصالح فسياسة الحرب ركن أساسي من أركان السياسة القومية كسياسة السلم." ويتابع سعادة: "العالم لا يزال بعيداً جداً عن زمن حل مشاكل جميع الأمم بإنشاء تشريع انترنسيوني عادل يعترف لكل شعب بحق الحياة، واتخاذ تدابير لحماية هذا الحق، فلا مندوحة للأمة التي تريد أن تحيا وأن تتقدم من الأخذ بمبدأ أساسي هو مبدأ حق الدفاع عن الحياة ومورادها".

 

- لا تكون الحرب وسيلة حضارية إلّا إذا كانت مدعومة بالحق، وكل قوة لا يؤيدها الحق هي قوة همجية، بربرية.

 

- إنّ الأمم الضعيفة ليس أمامها، في هذا الصراع الدولي، إلّا الاعتماد على نفسها، ووحدتها هي الدعامة الأولى في صراعها لنيل حقوقها. إن الحرب وسيلة لا بد منها لمن لا يريد أن يكون حقه القومي في يد القدر.

 

-إنّ كل سلام مفروض بالقوة، لا يمكن أن يكون سلاماً بل استسلاماً.

 

 

 
التاريخ: 2024-08-24
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro