رويدا. رويدا
وكنعس الشمس عند المغيب
يرحل جان داية
مترجلا عن صهوة التعب الصعب
وصقيع الزمن الأصعب
ملتحفا دفء التراب الذي أحب.... وإلى الأبد
مضى حزينا على وطن حزين
وطن منقسم،
مفتت،
مجزأ
تنهشه انباب الجهل والتعصب القاتل...
ابناؤه لا يبصرون إلا بالعمى الطائفي.
جان داية
تمنى ان يكون هذا الوطن واحدا موحدا، لمجتمع واحد موحد
وتفانى في سبيل ذلك.
كان يطمح ان يرى ضحكة الشمس فوق تلال بلاده تصدح بأغنيات المحبة وحكايا الوحدة وأناشيد الانتصارات
لكن التمنيات شيء
والواقع أشياء اخرى
عرفته رفيقا وكاتبا وباحثا متبصرا
(يفلي) مصادره (تفلية) بغية جلاء الخطأ والصواب.
يعري كلمات النص ويفصلها تفصيلا.
الكتابة صحوة للحقيقة
وبوح الكتابة
وضوح
والوضوح مفاتيح الحرية.
هو النوراني المتوهج بالحياة
مبدع فذ
فارس قلم نوراني
ينتشر عبق كتبه على مساحات البحث العميق.
جان داية
سيبقى مشرقا في ذاكرة الضوء.
انسان
في تواضعه شموخ المعرفة
في معرفته تواضع الكبار.
إنسانيته رشاقة التهذيب
عطاؤه فرح لا ينطفىء
قومي حتى العضم
اجتماعي حتى الرمق الأخير
محبته شعلة الصدق والحق والخير والجمال
تسامحه علو
ورفقته سمو.
رحل لكنه سيعود
مع تنهيدة كل فجر جديد
مع كل اذار يزهر بالربيع
مع كل تموز ومواسم حصاد
جان داية
آمن بحقيقة تساوي وجوده
لا تستبيحها رياح
ولا يقتلعها فكر مضاد
ولا تهزها أعاصير عاتيةز
جان داية
قامة فكرية نهضوية تنويرية كبيرة.
عالم فريد مميز محاط بسور عال من البحث والتدقيق والدراسة والمعرفة.
لا أحد يدخل جنائنه وحدائقه الغنية إلا من أبواب أربعة؛
انطون سعادة
جبران خليل جبران
سعيد تقي الدين
وقسمه الحزبي
تبقى كتبه عقدا جميلا على صدر النهضة
وسوارا أجمل في تحية اليد المرفوعة زاوية قائمة
لتحي سورية وليحي سعادة
شريف إبراهيم
البرازيل