المبادئ الأساسية:
1- سورية للسوريين والسوريون أمة تامة:
شرح سعادة هذا المبدأ على أنه الأساس الذي يجب أن يُبنى عليه كل العمل القومي. يرى أن الهوية السورية مستقلة ولا يجب أن تكون مدمجة مع أي كيانات أو شعوب أخرى. هذا المبدأ يعكس رفض التبعية للهيمنة الخارجية ويعزز فكرة السيادة القومية الكاملة. يعتبر أن السوريين هم أصحاب الحق المطلق في تقرير مصيرهم، وأنه لا مكان للغرباء أو القوى الخارجية في تقرير مستقبل البلاد.
2- القضية السورية هي قضية قومية قائمة بنفسها مستقلة عن أية قضية أخرى:
سعادة يوضح أن القضية السورية يجب أن تكون بعيدة عن التأثيرات أو التدخلات الخارجية. القضية السورية ليست قضية تتبع مشكلات أو حلول دولية، بل هي قضية داخلية يجب أن تُفهم وتُحل بناءً على احتياجات ومصالح الأمة السورية فقط. ويركز سعادة على أن أي تحالفات خارجية يجب أن تكون مؤقتة وألا تؤثر على مسار القضية القومية.
3- القضية السورية هي قضية الأمة السورية والوطن السوري:
هذا المبدأ يؤكد على أن القضية السورية لا تقتصر على جانب سياسي فقط، بل هي قضية تتعلق بهوية الأمة بأكملها. سعادة يوضح أن الوطن السوري هو الكيان الجغرافي الذي يعبر عن الأمة السورية، ويشمل كل المناطق التي تكوّن سوريا الطبيعية. كما أن هذه القضية لا يمكن فصلها عن المصير القومي للشعب السوري.
4- الأمة السورية هي وحدة الشعب السوري المتولدة من تاريخ طويل يرجع إلى ما قبل الزمن التاريخي الجلي:
يشرح سعادة في هذا المبدأ أن الأمة السورية ليست وليدة لحظات تاريخية حديثة، بل هي نتاج تفاعل طويل عبر العصور، يعود إلى ما قبل التاريخ المكتوب. ويؤكد أن هذا الترابط التاريخي هو الذي أسس الهوية القومية للسوريين ويجب أن يكون منطلقًا لفهم كيان الأمة. يربط سعادة بين التاريخ الطويل للأمة وتطور المجتمع السوري عبر الزمن، مما يجعلها وحدة قومية قوية.
5- الوطن السوري هو البيئة الطبيعية التي نشأت فيها الأمة السورية:
في هذا المبدأ، يحدد سعادة الحدود الجغرافية لسوريا التي تشمل الهلال السوري الخصيب وجزيرة قبرص. ويعتبر أن هذه الحدود الطبيعية هي التي ساهمت في تشكيل هوية الأمة السورية. شرح سعادة كيف أن هذه البيئة الجغرافية الموحدة تجمع بين مختلف المكونات الطبيعية والثقافية للأمة، مما يعزز من مفهوم الوحدة القومية. يعتقد أن فهم الحدود الجغرافية الطبيعية يساعد في إدراك أهمية الحفاظ على السيادة الوطنية.
6- الأمة السورية مجتمع واحد:
في هذا المبدأ، يشرح سعادة أن الأمة السورية تشكل مجتمعًا متكاملًا، حيث تندمج فيه مختلف الفئات الدينية والعرقية والاجتماعية لتشكيل مجتمع موحد. يؤكد على أن الوحدة الوطنية ضرورية لتحقيق النهضة القومية وأنه لا يمكن التقدم بدون تعاون الجميع في إطار المجتمع الواحد. ويعتبر أن كل المحاولات الرامية إلى تقسيم المجتمع على أسس طائفية أو مذهبية يجب أن تُرفض.
7- تستمد النهضة السورية القومية الاجتماعية روحها من مواهب الأمة السورية:
سعادة يرى أن النهضة لا يمكن أن تنبع إلا من الداخل، من مواهب وقدرات أبناء الأمة السورية. في هذا المبدأ، يشدد على أهمية الاعتماد على الكفاءات المحلية وتجنب الاستيراد الأعمى للأفكار والنماذج الخارجية. يؤمن سعادة أن الأمة السورية تمتلك كل الموارد الفكرية والعلمية اللازمة لتحقيق نهضتها، وأن هذه المواهب يجب أن تُنظم وتوجه نحو خدمة الوطن.
8- مصلحة سورية فوق كل مصلحة:
في هذا المبدأ، يشرح سعادة أن مصلحة سورية هي المصلحة العليا التي يجب أن تقود كل القرارات السياسية والاقتصادية. ينادي بأن المصلحة الوطنية تأتي قبل المصالح الشخصية أو الحزبية أو الطائفية، ويؤكد على أن تحقيق النهضة لا يمكن أن يحدث إلا عندما يضع الجميع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. يرفض أي تدخل خارجي يسعى لتحقيق مصالحه الخاصة على حساب الوطن.
المبادئ الإصلاحية:
1- فصل الدين عن الدولة:
في هذا المبدأ، يوضح سعادة أن فصل الدين عن الدولة هو الأساس لبناء دولة قومية حديثة. يشرح أن الدين يمكن أن يفرق بين أبناء الأمة إذا اختلط بالسياسة، ولهذا يجب أن تكون الدولة السورية علمانية، حيث يتمتع كل فرد بحريته الدينية دون أن تتدخل في شؤون الحكم أو السياسة. سعادة يؤكد أن الدين له مكانته في حياة الأفراد، لكن الدولة يجب أن تُدار بمنظور قومي شامل يوحد الجميع بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية.
2- منع رجال الدين من التدخل في شؤون السياسة والقضاء القوميين:
يتابع سعاده في هذا المبدأ شرحه لضرورة تحييد رجال الدين عن الحياة السياسية والقضائية. يؤكد أن تدخل رجال الدين في السياسة يمكن أن يؤدي إلى نزاعات داخلية وانقسامات اجتماعية، ولهذا فإن إبعادهم عن هذه الشؤون يضمن الاستقلال السياسي للدولة. كما يرى أن القضاء يجب أن يكون خاليًا من التأثيرات الدينية لضمان العدالة.
3- إزالة الحواجز بين مختلف الطوائف والمذاهب:
في هذا المبدأ، يطالب سعادة بإزالة كل الحواجز الطائفية والمذهبية التي تعيق الوحدة الوطنية. يعتقد أن الطائفية والمذهبية هي من أكبر العوائق التي تقف في وجه تقدم المجتمع السوري. ويشير إلى أن القضاء على هذه الحواجز سيمكن الأمة من الوقوف صفًا واحدًا في وجه التحديات الداخلية والخارجية.
4- إلغاء الإقطاع وتنظيم الاقتصاد القومي على أساس الإنتاج وإنصاف العمل وصيانة مصلحة الأمة والدولة:
في هذا المبدأ، دعا سعادة إلى إلغاء النظام الإقطاعي الذي كان يسيطر على الاقتصاد، واستبداله بنظام يعتمد على الإنتاج والعمل الجماعي. يوضح أن العدالة الاجتماعية هي الأساس لنجاح الأمة، وأن تحقيقها يتطلب تنظيم الاقتصاد بطريقة تضمن حقوق العمال وتضمن استمرارية الدولة القومية. ويرى أن الاقتصاد القومي يجب أن يكون متماسكًا ويخدم مصلحة الأمة بأكملها.
5- إعداد جيش قوي يكون ذا قيمة فعلية في تقرير مصير الأمة والوطن:
في هذا المبدأ الأخير، يوضح سعادة أن الجيش هو الضامن الأساسي لحماية سيادة الأمة واستقلالها. يرى أن الأمة لا يمكن أن تحقق استقلالها أو تصون حريتها بدون قوة عسكرية حقيقية تدافع عن مصالحها وتردع أي تهديدات خارجية. يشدد على أن الجيش القومي يجب أن يكون مستعدًا للتدخل في أي لحظة لحماية الوطن والمشاركة في تقرير مصيره.
غاية الحزب:
في المحاضرة العاشرة، يختتم سعادة بشرح غاية الحزب السوري القومي الاجتماعي التي تتلخص في:
"بعث نهضة سورية قومية اجتماعية تكفل تحقيق مبادئه، وتعيد إلى الأمة السورية حيويتها وقوّتها، وتنظيم حركة تؤدي إلى استقلال الأمة السورية استقلالاً تامّاً وتثبيت سيادتها وتأمين مصالحها ورفع مستوى حياتها والسعي لإنشاء جبهة عربية".
شرح غاية الحزب:
1- بعث النهضة القومية:
يركز سعادة على أن الغاية الأولى للحزب هي بعث نهضة قومية شاملة تعيد للأمة السورية حيويتها وقوتها. هذه النهضة ليست مقتصرة على جانب واحد من جوانب الحياة، بل تشمل جميع النواحي، سواء كانت سياسية، اجتماعية، اقتصادية، أو روحية. الهدف الأساسي من هذه النهضة هو إحياء الأمة السورية وجعلها قوة فعالة في العالم.
2- تحقيق المبادئ الأساسية:
يوضح سعادة أن غاية الحزب تتضمن تحقيق المبادئ الثمانية الأساسية التي وضعها. هذه المبادئ هي الأسس التي يقوم عليها الحزب، وتوجيه الحركة نحو تطبيق هذه المبادئ هو جزء لا يتجزأ من الغاية النهائية. الحزب يسعى لتجسيد هذه المبادئ في واقع الأمة السورية، ليضمن بناء مجتمع قوي ومستقل.
3- استقلال الأمة السورية واستعادة سيادتها:
يرى سعادة أن استقلال الأمة السورية هو هدف جوهري. لكنه لا يقف عند الاستقلال السياسي فحسب، بل يشدد على أن الاستقلال يجب أن يكون تامًا، وأن هذا الاستقلال هو الوسيلة لتثبيت السيادة السورية. السيادة تعني أن الأمة لها الحق الكامل في اتخاذ قراراتها دون تدخل خارجي، وضمان مصالحها الوطنية على كافة الأصعدة.
4- رفع مستوى حياة الشعب السوري:
من الأهداف المهمة التي تضمنتها غاية الحزب هو تحسين مستوى حياة السوريين. يعتبر سعادة أن النهضة القومية لن تكون مكتملة إلا إذا انعكست على حياة الشعب من خلال تحقيق العدالة الاجتماعية، وتوفير فرص متساوية للجميع، وتحقيق التنمية المستدامة. يرى سعادة أن رفع مستوى الحياة المعيشية للشعب هو جزء أساسي من النهضة.
5- السعي لإنشاء جبهة عربية:
جزء من غاية الحزب يتجاوز الحدود السورية ليشمل الإطار العربي الأوسع. يهدف الحزب إلى توحيد الجهود العربية في مواجهة التحديات المشتركة، وإنشاء جبهة عربية قادرة على التعاون والتنسيق في شؤون المنطقة. هذا يعكس البعد الإقليمي لغاية الحزب، حيث يسعى الحزب للمساهمة في تحقيق التكامل العربي كجزء من الاستراتيجية القومية.
6- فلسفة الغاية:
يرى سعادة أن الحزب ليس مجرد تنظيم سياسي يسعى لتحقيق مصالح ضيقة، بل هو حركة قومية شاملة تهدف إلى إحداث تحول جذري في عقلية الأمة السورية. يطمح الحزب إلى بناء دولة قومية حديثة قائمة على المبادئ القومية، التي تضمن الوحدة الوطنية، العدالة الاجتماعية، والاستقلال التام.