عرفت الرفيق ناجي زويني مذ كان في كنشاسا، في الوقت الذي عرفت فيه الأمين المميز علي نسر وبقيتُ على تواصل معه الى ان انتقل الى انغولا متردداً ومقيماً لفترات عديدة في بلجيكا.
الرفيق ناجي يمتلك وجداناً حزبياً لافتاً. اخلاصه للحزب موضع احترام وعلاقتي به منذ الفترة المشار إليها مستمرة، مرتاحاً الى ما يزخر به وجدانه من ثبات على فكر سعادة ونهجه.
الكلمة ادناه للرفيق "أبو واجب"، ننشرها كما وردتنا، لما فيها من صراخ يصعد من ضمير كل قومي اجتماعي مع الاوجاع التي يراها في أمته والتي تدعوا كل قومي اجتماعي ان يلتقِ مع كل رفيق آخر في سبيل التصدي والعمل بصدق لمحق تلك الامراض التي تزداد التفافاً على أمتنا.
ل. ن.
*
"من أبغض ما يُفرض على المرء فعله، إذعانه لنهج يتنافى مع واقعه، او أن يُجبر على الغوص في أمور مناقضة لحقيقته .
"حبذا لو أن كل رفيق يود توجيه نقداً لأي رفيق، أن لا يلجأ إلى اسوأ أنواع المتفجرات الكلامية، بل أن يكون نقده بناءً بشكل حضاري أخذاً في عين الاعتبار ما يلي:
اولاً: أي تجمع اعلامي يستعمله الرفقاء، هو مَنَصَّة لتبادل الفكر النيِّر الخلاق الذي يليق بأبناء عقيدة الحق والخير والجمال، وليس لكي نلقي التهم ضد بعضنا بأساليب تتنافى مع قيمنا وصلب مبادئنا.
"ثانيا: رفقائي: اذا كان لأحد منكم ملاحظة/ات تجاه رفيق او مسؤول ما، فلدى غيركم من الرفقاء المناضلين مئات الملاحظات على اخطاء حدثت وتحدث من بعض القياديين الذين وجودهم في النهضة للعمل على تحرير الأمة من بعض العقول الببغائية الزحفطونية المتأبطة سيف الباطل، والمناهضة للحقيقة الراسخة في نفوسنا، ولكن عوضا عن امتشاق سيف الحق لتشذيب الباطل، نراهم منغمسين في بؤر الفساد المتفشية في مجتمعنا منذ عقود.
"ثالثا: أنتم تعلمون بالطبع أن معظم المجموعات(Groups) عبر الواتس آب، مخترقة من قبل أحزاب او جمعيات او أفراد، لذلك لا يجوز أن نخاطب بعضنا البعض بإباحيٓة هدٓامة بل يجب أن نتحلٓى بالمنطق والنقد الشفاف المبدع البناء، وليس بالمشاكسة والعنف وهدم المعنويات خصوصا في نفوس أشبال تتهيٓأ لتكون النواة البنَّاءة في نهضتنا لأجيال لم تولد بعد.
"رابعا: لو ان كل قومي إجتماعي يقرأ تاريخ حزبه عن كثب منذ التأسيس حتى وقتنا هذا وما مرٓ على نهضتنا العظيمة من مؤامرات وملاحقات واضطهادات واعتقالات واغتيالات ومضايقات وتشريد وتهجير، ورغم كل ذلك نرى ان أغلبية الرفقاء ما زالوا صامدين صمود الجبابرة، إيمانا منهم بصحة مبادئهم، بمعلمهم، بأُمَّتهِم وبالنصر الذي لا بد منه.
"خامسا: كم من المؤسف أن نرى بعضا من الرفقاء البعيدين كل البعد عن ساحات العطاء والتضحية والنضال في سبيل امتهم، يتمترسون في حلقات التهكم والأتهامات التي لا تمت بصلة إلى كيفيٓة الصراع القومي السليم، ويطلقون عنان تهكمهم من دون أدنى تدقيق أو تأكٓد من صحٓة ما يقولون.
"سادسا: رفقائي، أحبائي. كفانا مهاترات، كفانا توجيه السِّهام السٓامة الى بعضنا البعض ؛ كفانا جْلدا لذواتنا بأقسى العبارات، فكل هذا مناقض لفكر سعاده العظيم الذي دعانا الى ترسيخ الأخاء القومي بين بعضنا البعض، تعالوا نتضامن معا من أجل وحدة حزبنا، تعالوا نتسامى عن إلقاء التهم المقيتة التي تفرض التفرقة والتفكك، تعالوا ليسأل كل منٓا نفسه ماذا فعل لنهضته، لمجتمعه، لأُمته، عوض ان نتساءل ماذ فعلت لنا أُمَّتنا.
إن الاوضاع الحاليٓة للأمة تحتم علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أن أنظار مجتمعنا المُؤيِّد والمُؤمن بمبادئنا كما الأخصام موجٓهة إلينا على اننا الأمل الوحيد المؤهل للخروج من حالات اليأس والتقهقر والتشرذم التي تمر بها امتنا بعد ان استُنفِذَت كافة الأفكار والعقائد الأخرى، وفي حين نرى ان العدو يزداد شراسة وفتكا، أرى اننا ما زلنا نتسلى بانتقاد بعضنا بطرق تتنافى مع تطلعاتنا الى الحياة والكون والفن .
" يقول حضرة الزعيم في اواخر الأربعينات في المحاضرة الثالثة صفحة 49 :(اذا كان هذا العصر عصر تنازع الأمم على البقاء، فهو إذا عصر أعمال لا عصر اقوال).
لقد طلب منا المعلم منذ خمسة وسبعون عاما ونيف العمل، فكيف بالحري الآن بعد ما مرٓ ويمر على أمتنا من اعتداءات ومؤامرات ودمار وتشريد وانتزاع اراض جديدة وتمزق وتفسخ اجتماعي؟
" فهل يجوز لنا بعد كل هذه العقود من التقهقر ان نتلهى ببعضنا والصراع كالأولاد القُصَّر؛ اما آن الأوان ان نخلع عنا ثوب الوهن والمزايدات ونفرض انفسنا على الساحة التي بأمس الحاجة إلى فكرنا ومبادئنا.
"(انكم ملاقون أعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ) قال سعاده العظيم؛ ألم يحن الوقت بعد لكي نؤمن انه آن الأوان حقا بأن تتوحد صفوفنا ويكون في وحدتها بداية الطريق المنشود نحو النصر الذي لا بد منه.
لقد اغتالت انظمة كياناتنا العميلة زعيمنا صباح الثامن من تموز 49، فلنكف نحن جميعا عن اغتيال مبادئ هذا العظيم كل يوم !!!
دمتم لمناصرة الحق ودحر الباطل .
ولتحي سورية ويحيا سعادة.
لجنة تاريخ الحزب