لم أتهيب يوماً الخوض في فكر "سعاده" بمثل ما تهيبتُه بعد اختيار مؤسسة سعاده للثقافة، بشخص رئيستها الدكتورة ضياء حسان، "المدرحية" موضوعاً للكتابة. لكنني لم أتردد ، ليس لأن تسديد الموضوع شأن يسيرُ المنال أو إبحارٌ سهْل الأمواه، فهو ليس كذلك . كما أنه، على أهميته وضرورته، ليس مبلوَراً ولا مفصَّلاً ولا مٌشبَعاً في مكتبة الحزب السوري القومي الإجتماعي ولا في تراثه الفكريّ المحسوم. لكنّ الموضوع حفّاز ومستحقٌ فضيلة المحاولة من المهتمين عبْر الإدلاء بدلوِهِم، حتى لو لم يشكّلْ رأيُهم الكلمة الفصل في موضوعٍ جدير بأن تُفتَح آفاقه على فيحاء الفكر، تحليلاً وتأويلاً وإضافات.
إن غالبيتنا تدرك أن ثمة نصاً مؤسِّساً لسعاده حول المدرحية. ونحن لن نعتمده مرجعاً وحيداً لسببين أولهما أن فكر سعاده مترابط ومنهجي، وثانيهما أن التعبير عن المدرحية، كما تضمنه النصُّ القصيرالمؤسِّس، مبثوث في كتابات أخرى ولو تشعّبتِ العلائق. لكن لا بدّ من إثبات النص نظراً لأسبقيته وكثافته. وقد جاء في النص المنشور في كتاب "جنون الخلود": "إن الحركة السورية القومية لم تأتِ سورية فقط بالمبادئ المُحيِية، بل أتت العالم بالقاعدة التي يمكن عليها استمرار العمران وارتقاء الثقافة. إن الحركة السورية القومية ترفض الإقرار باتخاذ قاعدة الصراع بين المبدأ المادي والمبدأ الروحي أساساً للحياة الإنسانية ، ولا تقف الحركة السورية القومية عند هذا الحد، بل هي تعلن للعالم مبدأ الأساس المادي-الروحي للحياة الإنسانية ووجوب تحويل الصراع المميت إلى تفاعُل متجانس يُحْيي ويُعمّر ويرفع الثقافة ويُسَيّر الحياة نحو أرفع مستوى. إن المبدأ الذي جاء به سعاده هو نظرية فلسفية شاملة تتناول العالم وشؤونه الإجتماعية والإقتصادية وشرْحَها، ويقتضي كتاباً على حدة يبحث في المبادئ الماركسية المادية لتنظيم المجتمع، والمبادئ الفاشية المازينية الروحية لتنظيم المجتمع، والصراع بين هاتين الفئتين من المبادئ، ثم في مبدأ سعاده الذي يَخرج من القاعدتين المتصادمتين بقاعدة واحدة عامة يمكن أن تُجمِع عليها الإنسانية، وهي بحث واسع بل فلسفة كاملة في الإجتماع والتاريخ"(ص 156).
لم تسمح مشاغل سعاده الإدارية والحياتية، إضافة إلى العوامل السياسية الضاغطة، بتأليف الكتاب البحثي الواسع كما وصفه. لكن مبادئ الحزب الذي أنشأه رسَمَت المسار المدرحي بخطوطه العريضة على الأقل. وهذه الخطوط بيّنَة في مفاصل الفكرة والحركة المتناولتين حياة أمة بأسرها، كما وصف سعاده الحزب والقضية بمحمولهما الوحدوي –ا لحركي ّ- النهضوي. وإذا بدأنا بالكتاب العِلْمي الذي وضعه سعاده لنتبيّن المدرحية في صفحاته فسيتضح لنا أن هذا الكتاب الذي يحمل عنوان "نشوء الأمم" يشفّ عن الخطوط المدرحية في مجمل فصوله. وها هو الفصل السادس يتضمن جزْم سعاده أن الثقافة النفسية تجاري الثقافة المادية وتقوم عليها "إذِ الحياة العقلية لا يمكن أن تأخذ مجراها إلا حيث تستتبّ لها الأسباب والمقومات. ولذلك نجد التطور الثقافي بجميع مظاهره يرتقي ويسبق غيره حيث أسباب الحياة أوفر وأرقى". ويشير الفصل الأخير من الكتاب إلى "أن الإشتراك في الحياة يُوَلّد اشتراكاً في العقلية والصفات كالعادات والتقاليد واللهجات والأزياء وما شاكَل، وعدمُ الإشتراك في الحياة يُوْهِي أشد الروابط متانة كالرابطة الدموية". لذلك ينفي سعاده أن يجعل مجردُ انتشارثقافة مادية وروحية واحدة بين عدد من الجماعات البشرية منها متَّحَداً رابطتُه الثقافة. لكنّ "كل تطور ثقافي في أمة من الأمم يوَلّد تقاليدَ جديدة". وشرطُ التقاليد التي تُميز الأمة أن تكون متولدة من حياتها هي بحيث لا يتم إسقاطها عليها من أمة أخرى.
على أن من المؤسف فعلاً أن يحاول بعض الدارسين، خصوصاً من مؤيدي الفكر الماركسي، أن يُهَمّشوا تحديد سعاده العِلمي للأمة، وأن يَعمَدوا إلى التركيز على جملة واحدة محددة من أقواله عن ثنائية العلاقة بين الرابطتين الإجتماعية والإقتصادية، ويهملوا كل ما عداها. مِن ذلك قول سعاده إن رابطة الإجتماع الأساسية هي الرابطة الإقصادية. لكنه يجزم بشكل قاطع أننا يجب "أن لا نتصورالرابطة عبارة عن عملية إقتصادية أو غرض من أغراض الربح الإقتصادي، بل مصلحة تأمين حياة الجماعة وارتقائها". (الفصل السابع ، ص 143). ولا تفوت سعاده الإشارة إلى المرجعية الأرسطية القديمة ، ومرجعية مكايفر (مكيور) الحديثة في أسبقية الفهم العميق للمصالح النفسية والمادية، وفي التمييز ما بين الحياة العادية والحياة الجيدة.
نسأل الآن : أين الدِّين من القومية عموماً ومن المعادلة المدرحية خصوصاً ؟
يختصر المؤلِّف المسألة بالتأكيد على "أن الدين في أصله لاقومي ومنافٍ للقومية وتكوين الأمة، لأنه إنساني ذو صبغة عالمية". ويكمل سعاده فكرته بالتطرق إلى إمكان أن يلعب الدِّين دوراً قومياً فيقول :"إن شرط كوْن الدين عنصراً قومياً أن لا يتضارب مع وحدة الأمة ونشوء روحها القومية فإذا فقد هذا الشرط زالت عنه صبغته القومية وعادت له طبيعته العامة".
أما الثقافة فيمكن أن تكون ذات طبيعة عامة كطبيعة الدين. "وإذا تكلمنا عن الثقافة العصرية عَنَينا بها الدورالأخير الذي تشترك فيه الأمم المتمدنة واللغات الحية كلها مع الإحتفاظ بالألوان أو الصبغات القومية لبعض نواحي الثقافة". ويستنتج سعاده خلاصة ندر أن يضيء عليها الباحثون: "لا تعَيّن الثفافةُ الأمةَ، ولكنّ درجة الثقافة تكون فارقاً بين أممٍ وأمم . والسبب في هذا الفارق إقتصادي جغرافي قبل كل شيء، حيثما وُجِدَت المؤهلات الروحية" (نشوء الأمم، ص165).
إن الموضوع في أبعاده الثقافية والإجتماعية –الإقتصادية أعقَدُ من أن يُسَطَّح. وقد صدمني أن يلجأ الدكتور وديع بشور في كتابه "سعاده...ونهجه الفكري" الصادر في بيروت عام 1998 إلى تقزيم النظرية المدرحية في أقل من ثلاثة أسطُر تحت عنوان فرعي هو "سعاده والفلسفة" ، زاعماً أن المدرحية موضوع "يهمّ فئة محدودة من الناس" هو بالتأكيد ليس منها .(أنظر ص 372) . أما الدكتور عدنان أبو عمشة، الذي أصدرَ في دمشق عام 1995 كتاباً بعنوان "سعاده والفلسفة القومية الإجتماعية" فَخَصّ المدرحية تحت عنوان فرعي بأقل من صفحة (أنظر ص290). لكنّ هذا النص القصير لم يحمل جديداً على صعيد شرح المفهوم أو بلْوَرته.
وحدهما : الدكتور عبود عبود ، والأمين إنعام رعد أغْنَيا المكتبة القومية الإجتماعية ببحثين جادّيْن عن المدرحية، إضافة إلى قيامهما بأبحاث أخرى في الفكر القومي الإجتماعي. وقد نَشَرتْ صحيفة "النهضة" الصادرة في سدني، والتي كان يحرر معظم موادها المعتمد المركزي للحزب في أستراليا ونيوزيلندا الأمين عبود عبود، البحثيْنِ الجادّين بعد أن كان الأخير قد نَشر في مطلع الثمانينات، وعلى حلقات، قراءات نقدية لطروحات بعض مثقفي الحزب وبينهم رعد نفسه الذي كان رئيساً للحزب دورئذٍ. وكان التباين الأساس بين الطرحين، في اختصار، أن عبود جعل من الأمةِ الفكرةَ المركزية عند سعاده ، وأن المبادئ في أضلاعها الفكرية والروحية هي التجلي النفسي – الروحي – الشعوري - المناقبي للنهضة. في حين ركّز رعد في رده على فكرة التفاعل، معتبراً إياها فكرة سعاده المركزية للحزب والأمة. وكانت شواهده في معظمها مَسُوقة من كتاب "نشوء الأمم". وبعد سنوات من ذلك المنبر الفكريّ - العَقّديّ، أصدر عبود عام 2004 كتاباً بعنوان "القومية والديمقرطية والعولمة عند سعاده". وجاء في الكتاب عن الموضوع الذي نحن في صدده: "إن سعاده أراد أن يقول إن القومية ظاهرة طبيعية مترابطة مع الوجود المجتمعي المتفاعل أفرادُه يومياً بشتى أشكال التفاعل المادية والفكرية، أي المشتركون في الحياة اشتراكاً فعلياً دائماً لا انفصام فيه. هذه الظاهرة الطبيعية النفسية المرافقة حركة المجتمع التفاعلية هي القومية، وهي تتمثل في وعي هؤلاء الأفراد أو شعورهم المشترك بالحياة المشتركة"(ص94).
يتضح من هذه المقابسة أن عبود عاد فلامَسَ قراءة رعد في مقولة التفاعل التي شدّد عليها سعاده في الأصل. وأذكُر أن الحوارات العديدة التي أجريتُها مع الأمين عبود في الوطن والمغترَب حول هذه المسألة أوضحتْ تحفُّظه المبدئي على إيحاء الأمين رعد بأن التفاعل العمودي ("العامودي" خطأ شائع) أي مع الأرض هوالمنطلق والأساس فتساءل عبود: "إذا لم يتفاعلِ المغتربون مع الأرض السورية كما هي حالنا في أستراليا فهل ينتقص ذلك من انتمائنا أو مِنْ ولائنا للوطن والقضية"؟!
صحيح أن مصطلح المدرحية منحوت من لفظتَيْ مادة وروح . لكنّ أمراً واحداً لا ريب فيه وهو أن المدرحية التي قصدها باعث النهضة ليست معادلة مُبَسّطة، مكَوّنة من المادة والروح في مفهومهما الإبتدائي القائم في مجتمع منخورٍ بالفساد، مضروب بالنعرات والنزعات المَرَضية. فالمدرحية المقصودة هي معادلة الروح الجديدة القادرة على استنباط القوى المادية الفاعلة، الهادفة إلى رفع مستوى الدولة وشعبها قوةً وصناعاتٍ وموارد. يقول سعاده في مقال نشرته مجلة "الجمهور" عام 1937: "في أثناء نوم الوجدان القومي، ظلّتِ المؤسسات الإجتماعية العتيقة مستمرة في عملها الكلاسيكي حتى كادت العقلية السورية تتحجّر تحت مؤثراتها المحدودة، الخالية من أي منبّه أو حافز لتجديد الحياة ... الواقع أن الأمة السورية ظلت جامدة بينما الأمم الأخرى ترتقي في تحسين حياتها وعمرانها وثقافتها. وكانت النتيجة أنِ انعدمتِ المُثُل العليا النفسية انعداماً تاماً وأصبحت الحاجة المادية الأولية محور الحياة".
وما مِن ريب في أهمية القيام بأبحاث فكرية تصبّ في المحيط المعرفي الرفيع للحركة القومية الإجتماعية. يقول سعاده في إحدى رسائله إلى الطالب غسان تويني في الولايات المتحدة ، والمخَصَّصة لشرح وجهة نظره في انحراف فخري المعلوف وارتداده نحو عقلية القرون الوسطى المظلمة، وفي إثارته شِقاقاً خطيراً لا مبرر له سببُه ضلال الهوى المذهبي المستولي عليه: "هناك حاجة ماسّة إلى أبحاث فلسفية وعِلمية عديدة لإيضاح عمق أساس العقيدة القومية الإجتماعية، ومتانة البناء الذي تشيده وسعته وجماله وتناسق تركيبه، وسُموّ مطلبها". (الرسائل، ج2،ص578). كما يوضح سعاده بما لا يترك مجالاً للشك "أن الأمة والدولة وشؤونهما السياسية والإدارية والإقتصادية والحربية والحقوقية والقضائية ليست من شؤون الدين."(المرجع نفسه ص584). وما دام الحساب الديني بيد الله، "فلْنخففْ قليلاً من غلوائنا فلعلّ الله يريد أمراً على غير ما يريده عباده".
الوعي إِذَنْ قبل الصراع. والصراع هو التتويج العَمَلي للوعي الناجز، على الأقل في عناوينه إنْ لم يكن في تفاصيله. ويؤكد سعاده في مقال سديد بعنوان "أقليات - لا أقليات" على الوجدان الجمعي، وعلى الروحية النظامية والقوة المعنوية اللتين غرسهما الحزب في بنْية الأعضاء الثقافية والأخلاقية: "إن سرّ قوة الحزب السوري القومي هو في تنظيمه الروحي ، لا في أشكاله النظامية الظاهرية التي يراها البُسَطاء ويتوهمون أنها نظامه". يضيء سعاده مجدداً على المدرحية في فضاء المذهب الفلسفي القومي الإجتماعي بالقول: "إن النظام الجديد للعالم لا يمكن أن يقوم على قاعدة الحرب الدائمة بين الروح والمادة - بين المبدأ الروحي والمبدأ المادي - بين نفي الروح المادةَ ونفيِ المادة الروحَ ، بل على قاعدة التفاعل الروحي - المادي تفاعلاً متجانساً على ضرورة المادة للروح وضرورة الروح للمادة، على أساس مادي - روحي يجمع ناحيتَيْ الحياة الإنسانية ...بهذا المبدأ – الفلسفة - فلسفة القومية الإجتماعية - تتقدم النهضة السورية القومية الإجتماعية إلى العالم واثقةً أن يجد فيها الحل الصحيح لمشاكل حياته المعقدة، والأساس الوحيد لإنشاء نظام جديد تطْمئن إليه الجماعات الإنسانية كلها، وترى فيه إمكانات الإستقرار السِّلمي واطّراد الإرتقاء في سُلّم الحياة الجديدة" (الآثار الكاملة ،المجلد الثالث ،ص448).
هوذا سعاده أيضاً يؤكد في المحاضرة التاسعة أن القوة المادية هي دليل قوة نفسية راقية، وأن اهتمامنا بالقوة المادية ضروري ولازم: "إنه دليل على نوع نفسيتن ، نوع إدراكنا، نوع أهليتنا. إذا أغفلنا الناحية المادية أثبتنا أننا أغفلنا الناحية النفسية أيضاً... إن العقل يستخدم المادة ويُسيّرها، فإذا ترك استخدام المادة وتسخيرها لأغراضه ترك موهبته وفاعليته الصحيحة وأصبح جامداً". وفي المحاضرة الثانية يرفض سعاده قاعدة التراكم وتجميع أعضاء الحركة كيفما اتفق: "إن قاعدة التراكم هي من قواعد الجماد لا من قواعد الحياة . إن الحياة تنمو وتنتعش وتمتد وتتسع، أما الجماد فباقٍ كما هو من الخارج يتراكم".
نحن إذن إزاء نهج فلسفي لا إزاء مقطع وَرَدَ في سياق ذلك النهج فحسب. والثقافة، في كلمات سعاده نفسه،"عمل طويل لا يمكن أن يتم برسالة واحدة أو كتاب واحد ... والوضوح هو الحالة الطبيعية للذات المدركة الواعية الفاهمة. ولو سقنا مصطلحاتٍ محورية حددها سعاده بوصفها مفاهيمَ محورية لاتّضحَتْ لنا معالم النهج الذي على أبناء الحياة التزامه روحياً ومادياً. مِن تلك المصطلحات-المفاهيم ، على سبيل المثال لا الحصر، هذه النماذج التي لا تخفى دلالتها: الأمة الحرة - حياة العز- المطالب العليا- الشرع العقلاني الأعلى – النهضة العظيمة - النظامية الفكرية والروحية والمناقبية - نحن حركة ثقافية في الدرجة الأولى - العقلية الأخلاقية الجديدة- الحق والخير والجمال - المبادئ أهم من الحياة نفسها - الوحدة الروحية - وحدة الحياة- بناء النفوس - النزعة الفردية أخطر من الإحتلال - القوة الفاعلة في الحياة- الإقتصاد المنتج- حق الصراع هو حق التقدم - الأمة تريد نهضة لا حُلّة - لائحة العقاقير لا تصنع طبيباً - يجب ألاّ نفتخر بزيف البطولة - لا يعرف العار من لا يعرف الشرف - العقيدة جوهر القضية - الزواج مؤسسة إجتماعية - المجتمع هو الحقيقة الإنسانية الكلية - روح الدستور وتراتبية المؤسسات - القومية هي ثقة القوم بأنفسهم - الأمة هيئة تَحَققَ فيها الوعي - الأدب المنارة لا الأدب المرآة - الموسيقى هي لغة النفس بكل ما فيها من عواطف وأفكار- حريةُ النفس هي أساس جميع الحريات- إلخ .
هذه المقولات ليست ألفاظاً بمقدار ما هي مدرَكات تفتح لنا أبواب الولوج إلى مكتنزات الفكر القومي الإجتماعي. وهو فكرٌ لا يقبل الزّغَل ولا التزييف. إنْ هذه إلا محاولة لتسليط النور على المدرحية باعتبارها منظومة فكرية مركّبة لا أقوالاً مبعثرة. لكنّ صدقية أي فكر تكمن في ترجمته بالممارسة، وفي تجسيده بالسلوكيات. وهذا يتخطى موضوع مقالتنا، على شمولها وغِناها. لكنّه يستلزم وقفة أخرى.