إبنة النهضة القومية الإجتماعية، إبنة العز والعنفوان، الرفيقة البطلة مي منصور رحلت بجسدها ولكنها باقية في نفوس المؤمنين المقاومين ووجدانهم بسيرتها وأعمالها ونضالها وهي التي جسّدت إيمانها القومي الإجتماعي فعلاً ونضالاً وعطاءً ومثابرة وبطولات فكانت مثالاً للمرأة الواعية، المناضلة والفاعلة في المجتمع والتي يتكامل دورها مع دور الرجل نضالاً وجهاداً وإنتاجاً وفعالية وإرتقاءً بالمجتمع.
والرفيقة البطلة مي التي ثارت على عادات المجتمع وتقاليده المعرقلة لوحدتنا وتقدمنا، والتي آمنت بمفاهيم الحياة القومية الجديدة فتزوجت من شريك حياتها الرفيق الشهيد البطل عاطف الدنف، أثبتت طوال مسيرتها الحزبية المليئة بالبطولات ووقفات العز، وبما تميّزت به من قوة إيمان وعزيمة صادقة لا تهاب الموت، ان دور المرأة النضالي لا ولن يكون أقلُّ أهمية وجدوى عن دور الرجل في بناء المجتمع القومي المحصّن وفي إعلاء شأنه ليكون مجتمعاً حراً وموحداً وراقياً بكل المعايير.
الرفيقة مي، وكما أصبح واضحاً للجميع، كان لها دوراً مميزاً في النضال القومي: قتالاً ومقاومة وعملاً إجتماعياً وخدمة إنسانية في المجتمع. فهي شاركت عسكرياً على جبهات القتال مع المقاتلين الرجال وتميزت بشجاعتها وإقدامها وطاقتها القتالية والقيادية، وشاركت في العمل السري المقاوم ضد العدو المحتل في عمليات بطولية أرهبت جنوده وقادته، كما قامت بأدوار مميزة في العمل الإجتماعي والإنساني كممرضة ومرشدة تعتني بالمرضى وتهتم بشفائهم وكإمكانية ثقافية تحارب الأمراض الإجتماعية الفتّاكة وتساهم بترقية المجتمع ثقافياً وإجتماعياً وبتغير نظرته وتقاليدة الرثّة.
يا رفيقة الأبطال، يا من كنت أسطورة في الصبر والإيمان وتحمّل المرض والشدائد، وقدوة في النضال والتضحية والعطاء، ومثالاً للأمانة والوفاء والإخلاص للقسم وللمبادىء، يا شهيدة الحق، يا من جسّدت معنى الحياة والعز والحب الحقيقي برفقة الثائر، بطل الحرية والعنفوان، الذي تحدى قادة العدو وهزأ بهم وبعقيد بينهم كان يحقق معه أتناء سجنه في معتقل أنصار فقال له: " صباطي أعلى من راسك ومن نجومك”..، إلى روحك وروح الشهيد البطل عاطف، يا من تعانقتما واتحدتما في حب مدرحي للوقوف معاً والسقوط معاً من أجل قضية تساوي وجودكما ووجودنا جميعاً، ألف تحية وسلام.
الخلود لكما ولكل الشهداء والبقاء للأمة.