كلمة الأمين سايد النكت

تحيا سورية، يعني تحيا فلسطين، تحيا الشام، يحيا لبنان، يحيا العراق، يحيا الاأدن، يعني يحيا الكويت وتحيا قبرص وبحياة سورية وجوهرتها القدس تحيا الإنسانية جمعاء

أرحَّب بكم، أشدَّ ترحيب، من نافذة ندوة فكر، في مؤسسة سعاده للثقافة، في هذا اللقاء، في الندوة المميزة، مع قامة شامخة في العز، عابقة بقيم البطولة والحق والخير والجمال، مع رجل ولا كل الرجال، جمع الإيمان مع الفروسية، الإيمان برسالة السيد المسيح مناقب جليلة وبفلسطين وطناً عظيماً يفتدى بالروح، وبفروسية مع إله ثائر على الظلم والطغيان إرتفع على صليب الموت شهيداً وفداء، ومقاومة باسلة أركعت العدو، وكبَّدته، الخسائر الجسام أهمها ثقتة بنفسه، وبأنه جيش لا يقهر وكيان لا يزحزح،  فقلبت المعادلات، واعادت ترتيب الأولويات، بأنه كيان بدأ بالتفكك والإنهيار، رجل جبل تربة فلسطين مع عروقه وما يجري فيها، وحبك عباءته وشاح المقاومة، بخيوط من نور القيامة وعصب الإرادة، وسقى بساتينها من عرق جهاده اليومي، فأثمرت ثمرة عز تلقَّفها أجيال القدس الناشئة وفلسطين الأبية حجراً لقضية تساوي كلَّ وجودنا

إنها القدس عنوان  فلسطين ورمز قضيتها، فهي ولدت من رحمها، ونهضت إلى الدنيا عامرة في حياضها، مدينة مقدسة وعاصمة قومية، إنها وإياها واحدة لا تتجزأ مدينةٌ لا تقسّم ولا تأمم ولا تعولم، هي ملك فلسطين وأهلها عاصمة أبدية لفلسطين التاريخية من البحر إلى النهر وفلسطين جزء من وطن وأمة سورية وعالم عربي ولا أمة سواها مهما تغطرست وتعاظم نفوذها العالمي تستطيع أن تسلبها منا وإن سلبتها لحين.

في خضم الصراع الدائر بيننا وبين عدوِنا الوجودي، الكيان الغاصب في فلسطين، وقف سيادة  المطران عطالله حنا، في كلِّ مراحل الصراع الدائر،  كما وقف قبله مطران القدس المقاوم الجليل هيلاريون كبوجي، حاملاً السياط، كالفادي سيده، على أبناء الأفاعي تجار الهيكل وبائعي فلس الأرملة، وفي وجه بني صهيون وغطرستهم ومشروعهم العنصري الإستبدادي في اغتصاب فلسطين وطرد أهلها وارتكاب أفظع المجازر في عصرنا الحديث في حقها وفي حق الإنسانية جمعاء، فتشكل سيادته رمزاً مقاوماً ومناضلاً قدوةً للمناضلين.

لقد حمل سيادة المطران المقاوم رسالة القدس إلى العالم، ففي أستراليا، هنا، كما في العديد من دول العالم، شهدنا له الحضور المميز في إعلاء شأن فلسطين والقدس وتبيان الظلم الواقع على أهلها، كما وفي الدفاع عن سورية في تصدّيها لأعتى الحروب الكونية تخاض ضدها وفي عصرنا الحاضر، وكنا معه وبصحبته في برلمان ولاية فكتوريا وسمعنا رسالته المسهبة لأصحاب القرار في المجلس التشريعي دفاعاً عن حق شعبنا في فلسطين وحق سورية في دحر الإرهاب ومقاومة الدول المتغطرسة. كما كان لنا الشرف أن نكرِّمه في قاعة مكتب منفذيتنا ورايات الزوبعة الحمراء خفاقة، كما كرَّمنا بالأمسِ برسالته في شارع الحمرا ببيروت وكم عبّر لنا عن فرحته بلقاء القوميين الإجتماعيين ومكانة سعاده العظيمة في نفسِه وقدوته في مساره، ومكانة سورية في بعث الحضارة الإنسانية والعمرانية والثقافية إلى العالم أجمع، وكم لي الشرف العظيم أن أعود واقدِّمه ثانية من على هذا المنبر الثقافي الراقي منبر سعاده للثقافة ولأبناء أمتنا المتابعين.

يسرّنا في مؤسسة سعاده للثقافة وبإِسمها، ونحن أبناء سعاده الذي حفر فلسطين في صميم قضيتنا وجعلها بوصلة أساسية لكفاحنا وأعدّنا جنوداً في سبيل تحريرها ودفع دماءه السخية ثمناً على مذبح تمسّكه بكل ذرة تراب من ترابها، يسرّنا أن نستضيفكم اليوم بكل سرور واعتزاز يا سيادة المطران الحبيب في ندوتنا هذه والقلوب تنبض حباً لكم كخفقها بحب فلسطين والعقول منفتحة إلى ما ستشغف من واحة فكركم وميدان تجربتكم

فمعكم، يا عاشق القدس، يا عاشق فلسطين، يا عاشق سورّية وجلالي لبنان وأرض الرافدين، وبشغف، لنسمعكم، الكلمة لكم، فتفضلوا.