إني لأكير الرجل الذي يقف مع قناعته بإرادة لا تلين، فهو الأجدر بالتقدير والإحترام، وإن اختلفت معه في ابلرأي والموقف. وقد لازمني هذا الإهتمام الدائم بالرجال الذين جسّدوا أفكارهم في مواقف مبدئية، عاشوا من أجلها حياتهم دون ضعف أو استرخاء، وماتوا من أجلها في وقفة عز، وصاخب هذه المقولة الشهيرة الزعيم انطون سعاده "الحياة وقفة عزّ، حعل أفكاره دون خوف او مساومة، مخلصاً لها، مدافعاً عنها، ولو كلّفه ذلك حياته، فقد آمن بوحدة الشعب المبنية على وحدة جغرافية الأرض التي يحيا عليها، ألم يقل لجلاديه (دعوا عينيّ مفتوحتين لأرى الرصاص يخترق صدري).؟
مجلة فكر، العدد 83، آذار 2004، ص 18.