سبعون عاماً مرّت على إعدام أنطون سعاده ولا زلنا نتحدّث عنه. نحن لا نتحدّث عن ميشال عفلق وصلاح البيطار، بالرغم من أن الحزب الذي تأسّس على أيديهما حكمَ في بلديْن عربيّيْن وانتشرَ في كل الأقطار العربيّة. لا نتحدّث عن خالد بكداش أو أي من زعماء الحركة الشيوعيّة لأنها انهارت بمجرّد أن انهارَ راعيها. أنطون سعاده ترك إرثاً لم يتركه هؤلاء: هو تركَ عقيدة متماسكة ـــ اختلفتَ معها أم اتفقت ـ وتركَ مؤسّسات حزبيّة ما زالت تعمل، وترك أيضاً مثالاً في البطولة عزَّ نظيره. والعقيدة ما زالت ثابتة في مفاصلها الأساسيّة وإن تشرّبت بعناصر تجديد ماركسيّة يساريّة وقوميّة عربيّة لم يؤثّر تشرّبُها على تميّز العقيدة عن غيرها من العقائد.
وقفة العزّ التي اختصر بها الحياة
من ملف: 70 عاماً على استشهاده: أنطون سعاده الآن. (المنشور 13/07/2019 في جريدة الأخبار)