مقدمة الأمين الدكتور ادمون ملحم

تحيا سورية

وأهلاً بكم إلى موضوع اليوم وهو موضوع فكري بإمتياز يتناول مفكرين كبيرين انتميا إلى زمنين مختلفين: المفكر الأول هو الفيلسوف والزعيم الخالد الغني عن التعريف الذي جاء في ثلاثينيات القرن الماضي بفلسفة قومية إجتماعية جديدة غايتها النهوض بالأمة السورية والعمل للخير الإنساني العام وتقدم العالم العربي والمجتمع الإنساني وصولاً إلى حياة أجود في عالم أجمل تسوده قيم الخير والعدل والمساواة والسلام. والمفكر الثاني هو الفيلسوف الاجتماعي والكاتب الوجداني جان جاك روسو المولود في جنيف (1712- 1778) والمعروف بفيلسوف العامة الذي قاد ثورة العاطفة والشعور وترك مؤلفات قيّمة في القرن الثامن عشر أوضح فيها آراءه عن المجتمع والسياسة والتربية والطبيعة والأخلاق وكان لها الأثر الكبير في الفكر السياسي الغربي الحديث وفي الفلسفة الحديثة حول الدولة. ومؤلفاته الشهيرة تشمل:

- خطاب حول العلوم والفنون (1751)،

- الخطاب في أصل التفاوت بين البشر (1755)

- ورسالة "الخطاب السياسي" (1755)،

- إميل أو تربية الطفل من المهد إلى الرشد  (1762) الذي يعتبر فتحاً جديداً في التربية،

- الإعترافات (1770) وفيها يكشف الكاتب عن نفسه ويُسجّل أدق أحداث حياته وتجاربه،

- وحوارات (1776)،

- ومتاهات السائح المتوحد (1778) وغيرها،

ومن بين هذه المؤلفات كتاب العقد الاجتماعي الشهير الذي صدر عام 1762 بعد أن عمل عليه روسو لفترة عشرين سنة من حياته المليئة بالتقلبات والمغامرات وكان لهذا الكتاب أثر قوي في مشهد الفلسفة السياسية العام لما تضمنه من ابتكار في مبادىء القانون والسياسة وقد اتُّخِذَ إنجيلاً للثورة الفرنسية التي كان الكاتب قد أوحى بها قبل ثلاثين عاماً.

هذا الموضوع الفكري يناقشه اليوم الرفيق الدكتور ميلاد السبعلي الذي عوّدنا على أبحاثه القيّمة وأسلوبه الممتع وثقافته العميقة. والدكتور ميلاد غني ٌّعن التعريف ويكفي القول أنه متخصص في هندسة الكهرباء والكومبيوتر وتكنولوجيا التعليم وله إنجازات عديدة ومرموقة في هذا المجال. كما أنه باحث أكاديمي وكاتب مهتم بشؤون المجتمع والتربية والسياسة وقد صدرَ له مؤخراً ثلاثة كتب وهي:

- التوجه شرقاً ... التطورات الجيوستراتيجية في آسيا والمنطقة

- آراء في التربية والقيادة

- وطروحات جديدة في الفكر القومي الاجتماعي

يسرني أن أقدم لكم الرفيق الدكتور ميلاد السبعلي