رأيتموه رجلاً ارتقى بالأمّيين إلى واحات المعرفة، ورعى المواهب حتى هبّت مواسمها في كل اتجاه، وخلق عزماً، ووعيّاً، وعزاً في أجيال كثيرة. ورأيتموه يُغني الأدب بماء التراث، ونار الأساطير، وتطلّع الحياة الجديدة، في مجتمع جديد، يقوده إنسان جديد إلى روحية جديدة. ورأيتموه يبعث تيّاراً قوميّاً منفتحّاً على العروبة، والإنسانية، انطلاقاً من أصالة، وبناء على هوية، وارتكازاَ في عقيدة، أولّها سياسة، وآخرها فكر وبناء. ورأيتموه يدعو الشعراء والفنّانين والأدباء، والبحّاثين إلى الابتكار والبعد عن الاجترار، وإلى الإبداع، والبعد عن الاقتباس وإلى تكوين موقف جدّي من الحياة والوجود، والبعد عن السطحية، والأنانية، والاستهتار بالحقيقة.[1]
[1] د. ربيعة أبي فاضل، أثر أنطون سعاده في أدباء عصره، الركن للطباعة والنشر، 2002، ص 367.