أُفتتح البرنامج بكلمة للأمين الدكتور ادمون ملحم وجّهَ فيها التحية القومية الإجتماعية لروح الفقيد الأمين ربيع الحايك ومن ثم سأل الحضور الوقوف دقيقة صمت إجلالاً لروحه.
أهلاً بكم في ندوة اليوم المهمة وقبل أن نتحدث عن موضوعها لا بد لنا من أن نعبّر عن حزننا وألمنا للرحيل المفاجيء لأحد أعضاء مؤسسة سعاده للثقافة الذي كان يشاركنا حضور هذه الندوات وذلك بعد صراع طويل مع المرض عنيت به الأمين المناضل، النقي والجريء والصديق المحب ربيع الحايك الجزيل الإحترام. فبإسم مؤسسة سعاده للثقافة، رئاسة وأعضاء، نرفع التحية القومية الإجتماعية لروحك أيها الفارس النبيل الممتلىء إيماناً وعزماً وصلابة والمتميز بحضورك الفاعل ونضالك الصلب ومسيرتك الحزبية المُشرّفة والحافلة بالبذل والعطاء والإلتزام بقضية الحزب مجسِّداً بمسلكيتك قيم النهضة وأخلاقها ومتفانياً بتلبية الواجب القومي في سبيل تحقيق الغاية النبيلة التي آمنت بها.
الرحمة لروحك الطاهرة والبقاء للأمة.
بعد الكلمة وقف المشاركون دقيقة صمت إجلالاً لروح الفقيد.
------------------------------------------------------------------------------------
وتابع الأمين ملحم قائلاً:
وبالعودة إلى موضوع اليوم، "الأزمة اللبنانية" وكيفية حلها، فنكتفي بالقول أن هذه الأزمة هي مجموعات أزمات بنيوية عميقة، متراكمة ومتفاقمة، أنتجت مأساة لبنان الكارثية وقادت إلى الانهيار الشامل وإلى الجوع والبطالة والموت والويلات. فهي، بالدرجة الأولى، أزمة نظام سياسي - تحاصصي فاسد ببنيته الطائفية المهترئة، وهي أزمة اقتصاد ريعي ظالم عاجز عن تلبية طموح اللبنانيين في التنمية والعدالة الاجتماعية ولا ينتج إلا الفقر والإستغلال والحرمان وهدر الموارد المالية والبشرية وتدمير البيئة الطبيعية وتفريغ البلد من شبابه وأدمغته وطاقاته الإنتاجية. وهي أزمة أخلاق وانحطاط أخلاقي وإجتماعي وفساد مستشري في كل القطاعات.. وهي أزمة نفوس أذلاء فاسدين ومفسدين ومأجورين وزمر من اللصوص العملاء الذين باعوا ضمائرهم ورهنوا نفوسهم إلى الإرادات الأجنبية واعتادوا على السرقة والتكاذب والشعوذات واكتشاف الكوارث بعد وقوعها ..
إن المنظومة السياسية والاقتصادية والمالية الفاسدة والفاجرة والمنتفعة هي التي اعتمدت الخيارات الخاطئة والعبثية ورسمت الهندسات المالية والنقدية وسياسات الإمتيازات والمحاصصة الطائفية والمصالح الخاصة الاحتكارية الناتجة عن الوكالات الحصرية في قطاعات حيوية والسرقات المبرمجة وهي التي نهبت أموال الشعب والمصارف وعاثت فساداً في الإدارات والمرافق العامة واستولت على الأملاك البحرية وسبّبت قتل الأبرياء ومعاناة المواطنين وأوجاعهم وهي التي تتواطىء مع الغرب الإستعماري الذي يشّنُ حرباً إرهابية وإقتصادية ظالمة على لبنان ويثير الإضطرابات لفرض حصار التجويع وإذلال الشعب بهدف تقويض المقاومة التي ألحقت الهزيمة بالعدو وبقوى الإرهاب التكفيري وتحميلها المسؤولية عن الأزمات ومحاولة تأليب اللبنانيين ضدها. هذه الطغمة المجرمة الفاقدة الإحساس والوطنية والتي تتلقى التعليمات من سفراء الدول الغربية هي ذاتها التي تمنع الحلول المتاحة والإصلاح الجذري السياسي والاقتصادي والمالي بأوامر من أسيادها..
ومن أهم الحلول المتاحة، أولاً، التحول إلى إقتصاد إنتاجي ومتوازن يقوم على قواعد التخطيط والعدالة الإجتماعية والتنمية الإقتصادية والإجتماعية الشاملة والمستدامة. ثانياً، الإندماج الاقتصادي التكاملي مع المحيط الطبيعي والمشرقي. ثالثاً، الإنفتاح على الشرق بشكل عام.
للتحدث عن هذه الحلول وغيرها سأترككم الآن مع الرفيقة الدكتورة ضياءحسان لتقدم لنا ضيف البرنامج الدكتور حسن مقلد.
في هذه المرحلةِ الأصعب والمتغيرات الكبيرة التي تحصلُ في العالم وفي أمتِنا خاصةً وفي مرحلةٍ تحفُل بالأزماتِ والكوارثِ الاقتصادية والمالية غير المسبوقة بحيث جعلتنا نلهثُ خلفَ الرغيفِ ونتهافتُ على الشمعِ لنضيء ظلمتنا الحالكة، نلجأ الى خبيرٍ إقتصاديٍ تفوقَ على غيره من الخبراءِ والمحللين الإقتصاديين في مواكبتهِ الدائمة للتطوراتِ الماليةِ والاقتصاديةِ بشكلٍ حثيث من موقعه المهني. فهو المثابر العنيد والمصر بجهدٍ شخصي كما يصفه رفيقنا الدكتور حسن حماده للبحث عن حلولٍ بإتجاه الشرق تنقذ أمتُنا وتخفف معاناتنا. هو الدكتور حسن مقلد صاحب مركز دراسات ورئيس تحرير مجلة الاعمار والاقتصاد اللبنانية والموقع البيئي Green Area
وكان أول من أسس موقعاً روسياً هو روسيا الآن في ثلاث لغات الروسية، الإنكليزية والعربية.
يسرُنا ان نستضيفَه اليوم ليحدِثَنا عن الأزمةِ اللبنانية وحلَها عن الطريق المشرقي.