لماذا قَرَنَ سعاده البطولة بالإيمان بصحة العقيدة؟
فهل يوجد بطولة غير مؤيدة بصحة عقيدة؟
وهل البطولات المؤيدة بصحة أي عقيدة تخدم مصلحة الأمة والوطن؟
جاء في بعص المعاجم: أن البطولة هي الشجاعة الفائقة التي لا يتصف بها إلا قليل من البشر.
أما الشجاعة فلها صفحات من المعاني أهمها:
من لا يجد في نفسه الشجاعة الكافية للمخاطرة لن يحقق شيئاً في حياته.
الشجاعة هي إتقان الخوف وليس غياب الخوف
الشجاعة ليست مجرد إحدى الفضائل، بل هي هيئة كل فضيلة وقت الاختيار.
إن اقتران البطولة بالشجاعة، واقتران الشجاعة بالمخاطرة، أوجب على سعاده تحديد معنى البطولة ودوافعها. فالبطولة عمل يمارسه الانسان الشجاع ويريد من ممارسته تحقيق غاية يعمل على انتصارها.
فالتاريخ مليء بالبطولات المعّبرة عن طرائق تفكير الأبطال، ولكن ليس كل عمل شجاع يكون بطولة يخدم غاية وطنية وقومية.
كثيرة هي البطولات غير المؤيدة بالعقائد، تلك البطولات التي تلبّي حاجات نفسية متولدة من عادات وتقاليد بالية لا تخدم مصلحة الأمة والوطن.
كثيرة هي البطولات المؤيدة بعقائد تُتناقض مع عقيدة المجتمع الواحد والأمة الواحدة والوطن الواحد، فلولا هذه البطولات التي تُعيق مشروع بعث النهضة في الأمة ولولا تلك العقائد المُهّدِمة لبنية المجتمع الواحد، والتي أنهكت شعبنا بصراعات داخلية، وأجبرته على الحفاظ على التجزئة وكيانات الطوائف والمذاهب، كانت بلادنا تحيا حياة الأمة الهادية للبشر.
كأني بسعاده يقول لنا:
آمنوا بصحة العقيدة ومن ثم مارسوا البطولة.
ولأن السوريين القوميين الإجتماعيين درسوا مبادىء الحزب وغايته وآمنوا بهما مارسوا البطولة المؤيدة بصحة العقيدة وكان من مظاهر هذه البطولة عملية الويمبي التي نفذها الرفيق خالد علوان.
إن تأثير فعل البطولة المؤمنة بصحة العقيدة يشمل كل الأمة ويُحدث تغييرا في مسار الأخطار التي تتهدد الأمة. فالبطولة التي مارسها الرفيق خالد علوان وغيره من المؤمنين بصحة العقيدة وضرورة الجهاد من أجل تحقيق مصالح الأمة والوطن غيرّت خطط الأعداء وأجبرتهم على الاعلان بواسطة مكبّرات الصوت أنهم يخرجون من بيروت.
ليست البطولة عملاً في ساحة المعركة العسكرية، بل البطولة موقف يمارسه البطل ضد التهديدات والتحديات التي تواجه الأمة، ولا يمكن لهذا البطل أن يمارس البطولة إذا لم يكن مدركا أين تكون مصلحة الأمة.
ليعود الحزب إلى دوره الطليعي في مواجهة الأخطار وبناء خطط النهوض عليه العودة إلى تدريس مبادىء الحزب السوري القومي الإجتماعي وغايته، فتحضر مواقف البطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة. ولا تتحول البطولة إلى وقفة عز إلا إذا اقترنت بالمخاطرة التي يتجاوزها البطل ويحقق غاية إيمانه بالعقيدة.
غداً يحتفل السوريون القوميون الإجتماعيون ومعهم الأصدقاء بذكرى عملية الويمبي، وغداً سنسمع كلاماً كبيراً عن نتائج هذه العملية البطولية، ولكنني أضيف هنا أنه علينا أن نمارس بطولة تُتوّج بوقفة عز لإنجاز مشروع إنقاذ الحزب.
على السوريين القوميين الإجتماعيين وهم يحتفلون بذكرى عملية الويمبي، التذّكر أن حزبهم يحتاجهم، وأن التنظيمات الانشقاقية لا تعبّر عن إرادتهم ، وأن تشتتهم المنتشر في التنظيمات والمجموعات الإعتراضية تحد يوازي تحدي الأخطار التي تواجه الأمة، وإذا لم يأخذهم الإدراك العالي لممارسة البطولة المؤمنة بصحة العقيدة، ويلتقون على طاولة واحدة، ويواجهون الثعالب التي اخترقت صفوفهم وتسللت إلى المراكز الكبيرة واكتسبت الألقاب المجيدة، يكونون يؤخرون ساعة النصر .
لقد ردّت بطولات السوريين القوميين الإجتماعيين الأخطار الكثيرة التي واجهت الأمة، فكيف لا يردون الأخطار التي تهدد حزبهم ونهضتهم.
إن المؤمنين بصحة العقيدة سيمارسون البطولة لإنقاذ حزبهم.