لن أبدأ بسرد تقليدي لسيرة حياة ضيفنا اليوم الدكتور خزعل الماجدي. ولست بصدد عرض تفاصيل عن حياته التعليمية والدرجات الآكاديمية التي حققها. وسيكون مضيعة للوقت أن أعدد عشرات الكتب ودواوين الشعر والمسرحيات التي أنتجها، والتي تُرجم عددٌ منها إلى لغات عدة. إذ يمكن لأي واحد منا أن يلجأ إلى محرك غوغل فيحصل على كم ضخم من المعلومات والحوارات والمحاضرات ما يغطي مجلدات. ونحن بدورنا سننشر على موقع المؤسسة سيرة موجزة إضافة إلى المحاضرة.
الدكتور الماجدي مختص بتاريخ الحضارات القديمة والأديان والأساطير. أي المراحل الموغلة في القدم، والتي تشكل القاعدة الحقيقية لنشوء الحضارات المتعاقبة على منطقة الشرق القديم.
أهمية دراسات الدكتور الماجدي، ودراسات أخرى يقوم بها باحثون وطنيون في حقل التاريخ القديم، أنها تمد جسراً معرفياً بين ماضينا وحاضرنا... مع تطلع عقلاني نحو المستقبل. لقد عرفت أمتنا في أزمان مختلفة قطيعة معرفية زعزعت ثقتها بنفسها وشوّهت وعيها القومي. لذلك تأتي هذه الدراسات لتعيد وصل ما انقطع. وفي هذا السياق يقدم لنا الدكتور الماجدي محاضرة عن الآراميين ودورهم في صياغة وحدة الشرق القديم... هذه الوحدة التي تتأكد أهميتها وضرورتها يوماً بعد يوم.