عندما تريد أن تقدّم متحدّثاً في ندوة، تتهيّب الموقف لناحية أن تحيط الباحث دراية تعريفية والبحث استفاضة مقتضَبة، لكن عندما يقال لك ألاّ يتعّدى كلامك السطرين ولا داعي للإسترسال بما حقق وبما أنتج، فقد تلي ذلك في ندوات كثيرة،( وهذا التمني من المحاضر الدكتور أدمون ملحم) لا يبقى من الكلام إلاّ أنّه نشأ وعياً معرفياً شغف العلوم منذ أن ولج الصرح الجامعيّ في أواخر السّبعينيات وكنّا سوياً في معهد العلوم الإجتماعيّة - الجامعة اللبنانيّة، حيث أنهى شهادة الليسانس وأكمل مدارج العلم والمعرفة في أستراليا وتخرّج من جامعة ملبورن بشهادة دكتوراه في الفلسفة وعلم السّياسة وبشهادة الدبلوم في التربية وشهادة الجدارة في دراسات الشّرق – أوسطيّة، وله العديد من المؤلفات والدّراسات والمقالات باللغتين العربيّة والإنكليزيّة. ومن يعرف الدكتور ادمون ملحم يعرفه مكتنِزاً موضّباً من العلم والمعرفة والأخلاق والنضالِ..
في هذه الأمسية سيغوص الدكتور ملحم في التاريخ منتشلاً من عمق لُجاه دُرّة زينونيّة يرصّع فيها صرح الفلسفة بما أتى به زينون الرواقي من معايير العقل ومنابت المعرفة لثورة فكرية عالميّة ما زال أثرها إلى يومنا هذا