سَمَوْتَ فَسَمَتْ بكَ القممُ
يا رائِدَ النّشء وغنّى القَلَمُ
علّمْتَنا كيف الفِداءُ بيَقظةٍ
يهدي وكيف تُنْصَرُ القِيَمُ
علّمْتَنا ويا حُلْوَ ما علّمْتَنا
أنّ الحياةَ ليستْ لِمنْ يتلعْثَمُ
ما وَقَفْنا على إباءٍ في الوَرى
إلّا وكنتَ لِهُداهُ مِعْلَمُ
حسبُكَ منّا، إنّك مُرْشِدٌ
لِخُطانا، يا رؤانا يا مُتَقدِّمُ
هذي ورودكَ بالطّيبِ عابقةٌ
تنشرُ العطرَ وهي تبتسمُ
مَشاتلُ الضّوءِ هذي، أنتَ غارسُها
طيورُ الحبِّ في أفيائِها تَتَرَنّمُ
يوسف، لا زلت في بحرنا، صخرةً
موجُ العاتيات، على أقدامها تتحطّمُ
نفيءُ إليكَ، والخُطوبُ تَهُزّنا
تَنْفُخُ العزم فتنهضُ الهِمَمُ
بابَك ما رآهُ يوماً موصداً
مستنجدٌ لا، ولا بائس مُتَجَهِّمُ
لكأنّكَ فارسُ الوَهْجِ ماردٌ
فيكَ تتجسّدُ الأخلاقُ والشِّيَمُ
بوركتَ فيا لَكَ من قائدٍ
وبورِكَ صرحٌ أنتَ فيه معلِّمُ