هي ينبوع من العاطفة والحب والحنان، ومثال للمحبة والوفاء والعطاء والتضحية..
هي عنوان للتواضع والصداقة والعلاقة الطيبة، وأمثولة للمرأة المجاهدة، المتفانية، والمناضلة في سبيل الوطن إيماناً منها ان للمرأة دوراً فاعلاً في النضال القومي لا يقل أهمية عن دور الرجل بل يتكامل معه..
هي الزوجة الوفية لزوج مناقبي، محبٍ، خسِرَته منذ عشرين عاماً، والأم الحنونة لأسرة متميّرة بأخلاقها وسمعتها الطيبة، والأخت المفجوعة باستشهاد شقيقها، والصديقة المخلصة المحبّة للجميع..
هي المرأة الواثقة بنفسها، المؤمنة بعقيدة الحياة، والممتلئة عزاً وعزماً وضياءً وعنفوان..
هي الرفيقة هيام نظام عبدالله التي ودّعت عائلتها بالأمس وأغمضت عينيها بعد صراع مرير مع المرض.
قد تعجز الكلمات عن وصف هذه المرأة المؤمنة، المناضلة، الغنية بمحبتها وأخلاقها.. منذ ارتباطها بشريك حياتها الرفيق المرحوم نظام عبدالله، أقدمت على ارتباطها الوثيق بالنهضة القومية الاجتماعية.. وبدأت مسيرة الصراع إلى جانب زوجها المعروف بأخلاقه العالية وعطاءاته السخية.. وبكل عزيمة مارست دورها النضالي وواجهت مصاعب الحياة وآلامها.. وانكبّت على تربية أطفالها صابرة على الشدائد وعلى الأيام الصعية أثناء اعتقال زوجها بسبب الإنقلاب.. وتحمّلت آلام الحرب والتهجير إلى ان قادتها الظروف للهجرة إلى استراليا. فناضلت في المغترب مع زوجها وأولادها لبناء مستقبل لائق، زاخر بالسعادة والحياة الكريمة.
ومنذ قدومي إلى هذا البلد، تعرّفت إلى الفقيدة وعائلتها القومية الاجتماعية وكان الرفيق نظام مديراً لمديرية الشهيد غسان جديد وعُينت مذيعاً لها.. وكانت الرفيقة هيام حركة دائمة تقوم بمهامها بكل حيوية ونشاط وكان منزلها مقراً للإجتماعات والسهرات القومية الشهرية.. لم تنقطع عن واجب او مناسبة. شاركت السيدات في نشاطهن وواظبت على حضور الإجتماعات والمحاضرات والمهرجانات وكانت مثالاً للمرأة الواعية، المناضلة، والمتفانية في محبتها للوطن والأمة وكانت محطَّ تقدير واحترام ومودة من قبل الجميع. وتقديراً لنضالها وثباتها على المبادىء والتزامها بواجباتها القومية، مُنحت وسام الواجب.
الرفيقة هيام كانت، وبحق، رفيقة مثالية، متميّزة بمحبتها وإيمانها وإخلاصها، وكانت لنا بمثابة الصديقة المُحبّة والأم التي توزع من حنانها وضيائها على الجميع.. كيف لا وهي التي سهرت على تربية أولادها وغرست في نفوسهم الفضائل الجميلة والثقة بالنفس ومحبة الناس والوطن والعطاء في سبيله. وبحضنها الدافىء وعطفها ونورها، بَنتْ عائلة متماسكة، مترابطة بمحبتها، كريمة بعطاءاتها، وفاعلة في نهضة الحياة.
لك، أيتها الرفيقة الوفية والصديقة المخلصة والأم الحنونة نرفع التحية إجلالاً وتقديراً لنضالك.
سنفتقد حضورك المشرق وطلتك البهية وابتسامتك الدائمة.. ولكنك باقية في النفوس المؤمنة.
لروحك الطاهرة الرحمة والسلام والخلود في علياء الزعيم.