ولادة المخلّص في بيوت الفقراء لا تشبه ولادته في قصور الأغنياء.
تعلّمنا من ميلاد السيد المسيح الانتظار المتوّج بالولادة، ولادة الحياة الجديدة،
ولادة الثورة على الأصنام، ولادة بعث الحياة بالأجساد المحتضرة، الانتظار المتوج بالفرح والسعادة، الانتظار المكلّل بالانتصار.
تعلمنا من ميلاد السيد المسيح، البساطة وحب الأرض، اللجوء إلى الطبيعة زمن المحن الصعبة، أن نترافق مع النجوم لحظة نريد السير الى زمن الخلاص، أن لا نخاف من العتمة وأصوات الليل الآتية من المغاور والبراري.
هم ينتظرونك كل سنة مرة، ليصبّوا في هذه الليلة فائض ما عندهم من الفحش والثراء، والتمثيل والكذب والرياء، هم ينتظرونك في القصور وفي المقاهي والمطاعم والكازينوهات، ونحن يا سيدي ننتظرك كل يوم حتى منتصف الليل ونطلب منك دوام الصحة والعافية، ومساعدتنا على تأمين قوت الأولاد ليوم غد.
نحن سيدي نتساوى مع الأطفال ليلة ميلادك، فهم ينتظرون الهدايا الموعودة ونحن ننتظر سلام النفس واطمئنان الروح، وتحقيق الأحلام.
نحن في يوم ميلادك أطفال، نركض خلف أحلامنا وننتظر هداياك.
نحن في ميلادك رجال نزرع أحلامنا بأطفالنا ونفرح لفرحهم وهم يستلمون باقات من أحلامهم.
أجمل دروس الميلاد الانتظار.
أجمل دروس الميلاد، أننا نحيا مع الشجرة والنجوم والخراف والطبيعة ننتظر الولادة الجديدة
أجمل دروس الميلاد اللون الأحمر، لون الحب المُصارع أحمر الدم والذي سينتصر عليه بعد ان ينتصر الدم الاحمر على يوضاس ويهوذا ومسيلمة الكذّاب وأباطرة الظلم واستلاب حقوق الشعوب وأمراء الفساد، بعد أن ينتصر دم الحرية والتحرير على الاحتلال والاغتصاب.
أجمل دروس الميلاد، اجتماع الأحلام في ليلة واحدة وفي مكان واحد وحول شجرة واحدة، يتحقق بعضها فيزرع الأمل في نفوسنا.
أجمل دروس الميلاد، ولادة المخلّص بيننا وفي بيوتنا، بيوت الفقراء وأغنياء النفوس وأصحاب الأحلام الجميلة.
ولادة السيد المسيح في بيوت الفقراء وأصحاب الآمال في كون جديد يقوم على الحق والعدل، لا تشبه ولادة السيد المسيح في قصور الأغنياء والفنادق والمقاهي والمطاعم الكبيرة.
سلام عليك أيها المخلّص
سلام على الانتظار الذي هو صبر الساعة التي ستسبق الانتصار.
سلام على الكلمة التي قهرت الخنجر.
سلام على الخشبة التي حملت الروح التي صعدت في اليوم الثالث إلى السماء