البطرك الراعي يُطوب سمير جعجع قديساً ويذكرنا بعصر صكوك الغفران
لا نظلمه إذا قلنا أنه رجل الدين المتدخل في السياسة ليل نهار، والمتطفل والمتدخل في كل شاردة كبيرة وصغيرة، ويمارس بحق خبرية أن مجد لبنان أُعطي له لذلك وكي يحافظ على مجده وجب عليه المساهمة في كل ما يعزز صمود الطبقة الحاكمة من أبناء الطائفة ولو كان ذلك على حساب لبنان الكبير، فالذي يعني الطبقة الحاكمة من أبناء الطائفة، جبل لبنان أيام زمان.
أنه البطريرك الراعي .
يحاول تقمص شخصية الراعي الصالح، ليس ليكون على درب السيد المسيح بل ليكون على درب السلطة التي أُعطيت للسيد فكان يرى نفسه:
أنا هو الراعي الصالح عن الخراف أبذل ذاتي، أتيت لتكون حياة هنا وفي الدهر الآتي،
نعم يبذل نفسه لتكون حياة هنا ولكن أية حياة؟
ليس أمراً جديداً تدخل رجل الدين في السياسة في لبنان، فمنذ رسم البطريرك عريضة حدود لبنان الشمالية، ورجال الدين منغمسون في التدخل في الشؤون السياسية للبلد.
أنها المرة الثانية التي يُطوب فيها البطريرك الراعي سمير جعجع قديساً فقد منحه اللقب سابقاً في خطبته في وادي قنوبين.
بالأمس البعيد كان سمير جعجع عنواناً للهدم والخراب، فلم يكن يكترث مطران البارحة وبطريرك اليوم لحضانة البطرك السابق البطرك صفير للمعجزة سمير جعجع، ولكن ما في شي يبقى على حالو، يا سبحان مغير الأحوال.
لفت نظري هذا التطويب العلني الذي قد يفوقه مرات عديدة التطويب السري، فَرُحت أفتش عن الخصال والمعجزات التي أوجبت على الراعي منح رتبة القداسة للسيد سمير جعجع فوجدتها كثيرة وكثيرة ويضيق المكان بذكرها جميعها.
لا شك أن البطرك حلم يوماً بسمير، والحلم بسمير يعني أن الشخص صاحب نسك وعبادة ويعني أيضا القرب من الله بعد أن كان في شدة وظلام، يعني سمير يستحق التطويب قديساً.
كيف لا يُطوّب سمير جعجع قديساً وهو قائد مجزرة الصفراء؟
كيف لا يطوب قديسا وهو قاتل طوني سليمان فرنجية وزوجته وابنته وعشرات المناصرين له؟
يجب أن يطوب لأنه تعامل مع من صلب السيد المسيح.
يستحق سمير جعجع أن يكون قديساً لأنه فجّر أكثر من كنيسة.
يليق به لقب قديس لأنه ساهم في تهجير المسيحيين من الجبل.
يجب أن يمنح لقب قديس لأنه دعا الى تقسيم لبنان وقيام نظام الكونفدرالية من زمان..
كيف لا يُمنح رتبة قديس وهو الذي رمى الشباب المسيحي في وسط البحر ليموتوا على مهل ودون عذاب، وهو الذي وضع الشباب المسيحي في ركائز وأساسات الأبنية ورمى عليهم الباطون.
كيف لا يمنح البطريرك الراعي سمير جعجع لقب القديس وهو شريكه في العلاقة مع العدو، وشريكه في سياسة الحياد المتعلقة بقضايانا الوطنية والقومية، والمنغمس حتى أُذنيه في تريب علاقات مشبوهة مع عرب التطبيع ودولة العدو، وكل أعداء لبنان والأمة.
قرأ البطريرك أن سمير جعجع انسجن لأنه كان يبني كنائس وأديرة، ومدارس وطنية على جميع الأراضي اللبنانية ليس بالواقع، بل بالمنامات، خاصة المنام الذي رآه قريبا من القداسة، ولم يقرأ أنه فجّر مطرانية زحلة وغيرها من الكنائس وأنه استعمل الأديرة مخازن أسلحة، ومخيمات للتدريب العسكري، لذلك تعويضاً له عن سنوات السجن يجب أن يمنح جائزة قديس.
يقتل سمير جعجع داني شمعون وزوجته أنغريد عبد النور وطفليه طارق وجوليان فيستحق رتبة قديس لأنه قام بعمل يرضى عليه السيد المسيح والقديس مار مارون وجميع القديسين.
تطول لائحة الأسباب الموجبة لمنح لقب القديس لقائد القوات اللبنانية السيد سمير جعجع. ولكن أهمها أنه عاقر لا ينجب أولاد وبالتالي لن يكون له خليفة ولن يُخلّد لذلك تعويضاً عن عقمه يحب منحه لقب قديس.
فاق ذكاء البطريرك الراعي ذكاء مطارنة صكوك الجنة، وفعله أثبَتْ وأقوى من الصكوك، لأنه يقوم على دعائم مجموعة كبيرة من الجرائم.
أحدثت صكوك الغفران ثورة في ألمانيا أنتجت تقليص دور الكنيسة .
فماذا نحن ننتظر؟
ألا تستحق أمتنا ويستحق وطننا، غضباً على رجال الدين يمنعهم من التدخل في شؤون السياسة والقضاء؟
في متل دارج عن عنتر يقول :
من عنترك؟
عنترت وما ردني حدا.