نحن، أبناء النهضة القومية الاجتماعية، نعشق الحياة الشريفة بكل مظاهرها وتجلياتها الجميلة وبكل قيمها وفضائلها السامية.. وإنطلاقاً من إيماننا القومي الاجتماعي، نحن معنيون بفرح الناس وسعادتهم، بأحلامهم وآمالهم، بألفتهم وتآخيهم، بوحدتهم وتكاتفهم، وبتعاونهم في سبيل خير المجتمع وفلاحه.
إن شعبنا، العريق بتاريخه ومآثره والخلاّق بنفسيته العظيمة ومنجزاته.. شعبنا الذي وضع أسس الحضارة في التاريخ وأعطى نور المعرفة للعالم، وقدّم الرسالات الإلهية والفلسفات الإجتماعية والشرائع التمدنية ووزعها على باقي الأمم لتكون منارات لها على دروب الفضيلة والعدالة والسلام، هذا الشعب القدير يستحق كغيره من شعوب العالم ان ينهض من قبر التاريخ وان ينعم بحياة حرّة، شريفة، فيها الفرح والأمل والطمأنينة والاستقرار وفيها الخير والغنى والرفاهية والإنتاج، والتجدد، والرقي، والتفوق، والنجاح.
ونحن أبناء الحياة والنور، أبناء العقيدة القومية الإجتماعية، نصارع بالإرادة العقلانية الواعية للإرتقاء بالأمة وتحسين حياتها بجميع وجوهها لأن غايتنا الأخيرة هي حياة الأمة وجمالها وخيرها وحسنها ورقيها...
نحن نعشق الحياة الجميلة، حياة الخير والحق والجمال، ونصارع بمبادئنا قوى التفرقة والظلام والحزبية الطائفية.. قوى الحقد والنفاق والتكاذب والتدجيل والإستغلال.
نحن نعشق الحياة القومية الصحيحة، حياة الآخاء والتعاون والتكاتف والوحدة والنهوض، ونصارع قوى الذل والضعف والجمود والخنوع والإستسلام وقوى الباطل والشر والطغيان...
نحن نرفض الرذائل والأحقاد والمثالب والمفاسد، ونصارع بمبادئنا من أجل انتصار قيم مجتمعنا السامية وإحياء فضائله الجميلة.
ونحن نرفض ثقافة الهزيمة والتخاذل والإستسلام وحياة الذل والانحطاط، ونقاتل في سبيل الدفاع عن وجود الأمة وسيادتها وحريتها ونجاهد من أجل تقدمها وارتقائها مقام العز والشرف.
نحن نعشق حياة العز والحرية والشرف والكرامة، ونقاتل بالدماء الحارة التي تجري في عروقنا أعداء الأمة الطامعين بحقوقها وخيراتها وفي طليعتهم الصهاينة المجرمين الذين يغتصبون الأرض ويشرِّدون الشعب ويمارسون أبشع أنواع القهر والإرهاب. نحن لا نفرّط بحقوق الأمة وثرواتها، بل نقاتل بدمائنا ونقدم الشهداء لندافع عن حقوقنا ولنحوِّلَ وطننا إلى وطن الزوبعة الحمراء المنطلقة لتحطّم كل ظلم وذل وقبح، وكل عمالة وشر وعدوان، وفداء شهدائنا الأبرار في لبنان وفلسطين وفي الشام يؤكد على صحة ما نقول.
نحن نؤمن بنفوسنا وحقيقتنا وننهض بمناقب جديدة تبغي الخير العام والتفاني من أجله.. ننهض بقيم الخير والحق والعطاء ونعمل بعزم وإيمان وتفانِ وإخلاص وببطولة ساحقة للأهواء والنزوات الفردية ونسير بخطى ثابتة وعزيمة ماضية وإيمان لا يتزعزع في عقيدة جلية تساوي وجودنا من أجلها نقف معاً ونسقط كلنا معاً.
وبإيماننا القومي الاجتماعي، نحن نزرع الأرض حباً وعطاءً ووعياً وقيماً، ونعمل بكل عزيمة صادقة ونكران للذات لإنتصار مبادئنا المناقبية.. وعزيمتنا، كما يقول سعاده: "هي عزيمة تطلب الموت متى كان الموت طريقاً إلى الحياة."[1]
نحن نعطي دائماً بوعي وصدق وسخاء من أجل القضية التي تساوي وجودنا. ونحن كلما بذلنا وقدمنا عطاءات وتضحيات، ازداد شعورنا بالسعادة وازداد إيماننا بأننا نصنع فارقاً إيجابياً في حياة المجتمع. فالعطاء هو شرف ووسام على صدورنا. هو قوة جميلة تنبع من قلوبنا وتعطي حياتنا مغزى وتثري نفوسنا غبطة وسعادة لأن عطاءنا هو فعل واعٍ ومقصود يعود مردوده لغاية سامية هي تحقيق الحياة الحرة، الجميلة، لأمتنا والوصول إلى عالم إنساني جديد أفضل من الموجود تسوده أجمل وأسمى القيم الإنسانية والأخلاقية العليا.
نحن لسنا جماعة تبجح وأقوال وبيانات، بل جماعة تفكير، وتنظيم، وعمل، وبناء.. جماعة أخلاق وصراع تحب الحياة الحرّة، حياة العز والخير، وتواجه ما يعرقل مسيرتها بمناقب البطولة والتضحية والفداء.
وفي سيرنا وجهادنا لا تخيفنا ضغوطات ولا تثنينا صعوبات.. أحياناً كثيرة نتلقى إساءات وضربات فنتألم ونصبر "ولكننا لا نذلّ ولا ننسحق"[2] وأحياناً اخرى يساءُ فهمنا، ولكن نحن لا نحقد على الذين يسيئون إلينا ولا نبخل عليهم بالمحبة القومية وبالعز القومي الذي ننهض به لأن زعيمنا أوصانا: "إذا غلط ابن أمتك فلا تجعل من غلطه سبباً لعداوة داخلية، بل اعمل على إصلاحه."[3] والحق نقول، إن إساءة فهم الآخرين لنا لا تدفعنا للتراجع والإحباط فكما يقول المعلم: "سواء أفهمونا ام أساؤوا فهمنا فإننا نعمل للحياة ولن نتخلى عنها."[4]
هذا ما نؤمن به نحن القوميين الاجتماعيين، وبهذا الإيمان الذي نسير به لنحقق أماني المجتمع وآمال الشعب النبيلة، سيظل هتافناً مدوياً لتحيَ سورية وليحي سعاده.
[1] راجع كلمة الزعيم في ذكرى إستشهاد الرفيق ابراهيم منتش، النشرة الرسمية للحركة القومية الاجتماعية، بيروت، المجلد 1، العدد 15/11/1947
[2] رسالة إلى وليم بحليس بتاريخ 17/03/1941. أنطون سعاده، الآثار الكاملة – الجزء الثامن 1941، ص 231.
[3] أنطون سعاده، الآثار الكاملة – الجزء الثالث 1937، الطبعة الأولى، بيروت 1978، ص 77.
[4] المرجع ذاته، ص 52.