حين ايقظت الكتابة.. كان بانتظاري
وحين راحَ المدادُ إليه
صار الورق يضيق وماضيه يتسع
خفت! تردَّدتُ كثيراً قبل ان أطرق أبواب زمنه
تراجعت خلف الكلام
فمشى إليَّ وحثني: تقدم
هو علم الدين شروف
الرفيق الرفيق.. وكفى
يوم مسح دمعتي، أحسست بوسام النهضة يداً تمر فوق جبيني، وما زالت تلك اليد معلقة بين عيوني والبرازيل.
كان الوطن كله، في اغترابي كله، وغربتي كلها.
فرح قلمي به
فرح وهو يقدمه للحروف هدية اكتشاف جديد
خفت ان يستبِّدَ عشقه بالحبرِ
أنا لا أريده أن يدخل أرشيف الكتب، خوفاً من ان يرتجف تحت ثوب اللغة الباردة
تراجعت خلف خوفي
فمشى إليَّ وحثّني: تقدم
هو علم الدين شروف
الشاعر الشاعر.. وكفى
يصل إلى الذين عرفوه قبل غيرهم
ليروا انه ما زال دافئاً كحد الشعر
مثل الصحو لا ينهمر إلا في صفاء النفس
ولا يتوحّد إلا عالياً في نهوضه
ولا ينتشر إلا في ِ الغيم المتلهف لاحتواء البراري.
فصوله الأربع كانت الربيع كلها
كان شبابه مكثفاً بالحياة، ممتلئاً
باللامسافة بينه وبين الناس
وكان ايضاً
مكتنزاً بالنهضة
ويوم ذبلت أيامه على أغصان عمره
رأيت خريفه في المسافة بينه وبين الآخرين
لكنه بقي أكثر اكتنازاً بالنهضة.
عندما حاولت ان اتهجاه
خفت ان لا أجيد قراءته
تراجعت خلف تلعثمي
فمشى إليَّ وحثني: تقدم
هو علم الدين شروف
الانسان الانسان.. وكفى
أطفأ المادة واشتعل بالروح
ليكتمل حياة في دورة العطاء النهضوي.
أرغب الآن الدخول الى نورانيته
وأضيء رقص كلماتي على ايقاع التجلي
رحيله الهادئ، عبق الأريج
وجمالية بوحه همسٌ في سكونٍ عالٍ
كان صمته فسيحاً، أنيقاً في مداه
كالأزرق المحتشد في البحرِ
ولا البحر أزرق ولا السماء.
هو علم الدين شروف،
الرجل الرجل.. وكفى
قضى عمره، مصطفاً بأيامه،
مستعداً للخروج بها الى أقصى الموت
كلما جاءته أوامر النهضة.
ألفته التضحيات حتى عرفت تفاصيل نفسه
وألِفَ المخاطر حتى عرف دقائق مسامها
لكنه الموت أخطأه مراراً.
خفت من صقيع التعابير أن لا يحتويه كما احتواه دفء التراب في حاصبيا
تراجعت خلف جبني
فمشى إليَّ وحثّني: تقدم
أنت الرفيق
شريف ابراهيم
البرازيل 1993 - 03 - 19
ماري بوران - ساو باولو
من كتاب الأرض لا تموت
علم الدين شروف الشاعر والانسان