حاولتُ منذُ البدايةِ أن اكون محايداً
لا شيء يوازي خطر الأمّكِنة إذا داهَمَتِ القلبَ
حاذرتُ ما استطعتُ من احتمالٍ،
أن لا أكون منفياً الى قلبي مرّة أخرى
وأنا العائد - حديثاً - منه بيدٍ أدماها قطافُ الجراح.
أعرف خطر الأمّكِنة إذا داهَمَتِ القلبَ
فحاولتُ منذ البدايةِ أنَ أكون محايداً
وأنَ لا أوقظ الأحلامَ في جسدي
كي لا تشتعل من جديدٍ واحترق من جديد.
وانا العائد -- حديثا -- من (سيمفونية الجسد)
بعدما عزفتُ طويلاً وبصفاءٍ على أوتارِ الوهَمِ والسراب
لذا حطّمت أناملي وتخليت عنها حتى لا تخون مرة ثانية.
أقْتلُ حبٍّ أن يُقيمَ المكانُ فيك.
يصبحُ البحرُ حيث هو
ويكون المطار حيث هو
ولا فرق عندها بين إبّحارٍ وتحليق،
لأنّك لن ترسو إلاّ في مينائه
ولن تحطّ إلاّ فوق أرضه
وإن هَجَرَّتهُ تصبح مهجوراً من القلب!!
بعد أربع سنوات من الحياد
اكتشفتُ أنني كنتُ منحازاً فيها الى البرازيل.
ألهذا يا ترى
كنتُ كلما أحسَستُ أنني شبعتُ منها
شعرت أنني أشدٌّ جوعاً إليها؟!
ألهذا يا ترى
يلزمني الآن كل قلبي وكل احتياط الحب
لأفسِّرَ محبتي للبرازيل!؟
قلتُ: حاولتُ منذُ البدايةِ ان أكون محايداً
لكن حب الأمّكِنة لا يعرف إلأ الانحياز
فكيف إذا كان المكان هو البرازيل
ميدالية الله للأرض؟!؟!
شريف ابراهيم
من كتاب: ايقاعات اغترابية - الجزء الأول
بيروت 25/08/1993