انها دعوة في اسلوب ومنهج وقيم اجتماعية جديدة تضع مصلحة سورية فوق كل مصلحة
فالقومي الاجتماعي أسلوب تفكير ونمط حياة جديد ذو أساليب جديدة يستمد حياته من القومية الجديدة وهو ليست مجرد ترتيبات شكلية بل هي شي عميق في الحياة القومية، فنظام الأخلاق الفكر والنهج والنظام يعتبر ركيزة أساسية في قلب الحزب السوري القومي الاجتماعي بحيث يسود الإحترام والإنسجام والثقة والمحبة بين الأعضاء وان كان يوجد اختلاف.
وقد أوجد الحزب السوري القومي الأخلاق القومية الصحيحة والأخلاق الحزبية الصحيحة. هنا الفرق بينه وبين الأحزاب الاخرى التي حاولت تقليده فتراها تتجمع وتندثر فهي نشأت بشكل سطحي وليس قائم على علم الاجتماع.
ويقول سعاده “كان التضعضع القومي عاماً وكاد يقضي على شخصية الأمة قضاء مبرماً، فلم يبق لها سوى بعض المؤسسات كالمراجع الدينية والمعابد والسلطة الإقطاعية ونظام العشيرة أو رابطة العائلة الدموية. ثم آذنت السلطنة العثمانية بالتفكك والانحلال وأخذت عوامل الشخصية السورية تختلج اختلاجات الحياة وتتململ ووجدت في تضارب مصالح الدول الكبرى ومصالح الدولة العثمانية فرصة تساعدها على التملص من قبضة تركية. ولكن المعنويات كانت لا تزال صرعى، وظلمة الخمول مخيمة على الشعب. فعاد الأمر إلى المؤسسات القديمة وبعض الأفراد الذين بنوا نظرياتهم على تلك المؤسسات واستمدوا فلسفتهم السياسية منها. فكانت النتيجة تخبطاً اختلطت فيه السياسة بالدين والاجتماع بالسياسة”.
وهذا “الانحطاط الاخلاقي ” الذي رآه حضرة الزعيم فوضع حلاً هو مفهوم ومصطلح المناقبية الحزبية والأخلاق القومية، ويتمايز سعاده عن كل المفكرين بأنه أعطى الجوانب الأخلاقية والمناقبية والتربية في العمل الحزبي مكانة كبيرة جداً وفي هذه الامر يقول حضرة الزعيم “إن قضية النهضة السورية القومية الاجتماعية هي قضية نهوض بالأخلاق والمناقب قبل كل شيء. فالأخلاق الضعيفة والمثالب النفسية قلما قدرت على النهوض بأمة أو تغيير حالة شعب سيئة “ وقال: إن نهضتنا هي نهضة أخلاق ومناقب في الحياة قبل كل شيء آخر. فجميع أساليب الكلام الجميل لا يمكن أن تسد فراغ منقبة واحدة من هذه المناقب الصافية التي بها تبني الأمم عظمتها”.
ويصف سعاده في “الخطاب المنهاجي الأول” الذي ألقاه في أول حزيران 1935، فيقول: “فنفسياتنا الشخصية هي دائماً على تضارب مع نفسيتنا العامة في كل ما له علاقة بقضايانا العامة وكيفية التصرف فيها”. ثم يقول في خطاب الأول من آذار 1938: “أما الظروف الروحية النفسية المتولدة من هذه الحوادث ومن الظروف السياسية الاقتصادية المتأتية عنها فهي ظروف انحطاط في المناقب عز نظيره. فإن فقد الثقة بالنفس وبقوى الأمة وإمكانياتها السياسية والاقتصادية، والاستسلام للخنوع، أنشأ طائفة من المأجورين للإرادات الأجنبية القريبة والبعيدة يغذون الأفكار بسموم فقدان الثقة بمستقبل الأمة والتسليم للأعمال الخارجية والحالة الراهنة. فإذا النفسية العامة في الأمة نفسية خوف وجبن وتهيّب وتهرّب وترجرج في المناقب والأخلاق. ومن صفات هذه النفسية العامة الخداع والكذب والرياء والهزؤ والسخرية والإحتيال والنميمة والوشاية والخيانة وبلوغ الأغراض الأنانية، ولو كان عن طريق الضرر بالقريب وعضو المجتمع”.
انطون سعاده قام فكره على مدرسة عقائدية متكاملة، دعائمها إنسان جديد يحمل القيم الأخلاقية والمناقبية ويمارسها في السياق المجتمعي، ومؤسسات دستورية تحضن تلك المبادئ وتبني الإنسان الجديد في مسيرة تصاعدية نحو الأفضل، فالمؤسسات الإدارية الحزبية هي المادة عند سعاده والعنصر المادي يكون قوياً عندما يتحقق متطلبات الروح من فكر وعقيدة عندها تنجح تلك المؤسسات في حمل النهضة لذلك نحن بحاجة إلى بناء الإنسان المناقبي الجديد لكي ننهض ونعود كما كنا في تاريخنا، وهذا يعود بنا الى فلسفلة المدرحية التي سبق ونشرت مقالة كبيرة عنها.. ،
فالأخلاق والمناقب القومية الاجتماعية هي ممارسة حياتية يومية قول وفعل ليست كلمات نقولها على اللسان وفي هذه الامر يقول حضرة الزعيم “ النفسية السورية القومية فتريد شيئاً غير الترقيع وتعمل لتنفيذ إرادتها بكل عزيمة صادقة. إنها تريد ما يليق بمقامها وما تراه مثالاً أعلى لها، فتسعى لتحقيقه وتبذل كل مرتخص وغال في سبيل تحقيقه، فلا تكل ولا تني ولا تقبل حلاً وسطاً، فإما بلوغ الغاية وإما لا شيء من هذه الحالات المهترئة التي يفضلها الموت”.
فالعقيدة فن مطلق في النفسية والعقل السوري القومي وليس خلقت لتكون في طيات كتب سعاده الزعيم فقط
وقال أيضاً حضرة الزعيم سعاده : " إن العقلية الأخلاقية الجديدة التي نؤسسها لحياتنا بمبادئنا هي أثمن ما يقدمه الحزب السوري القومي الاجتماعي للأمة، لمقاصدها ولإعمالها ولإتجاهها ".
إن أعظم ما قدمته مدرسة انطون سعاده هو العقلية الأخلاقية الجديدة. فقال حضرة الزعيم: " كل نظام يحتاج الى أخلاق، بل ان الأخلاق هي في صميم كل نظام " وقال أيضاً: " الحركة السورية القومية الاجتماعية لم تنشأ لخدمة الموتى وإحياء المثالب، بل نشأت لإحياء المناقب الجميلة السامية، لتحيا أمة عظيمة بأجيالها المتجددة بالتعاليم الجديدة المحيية " وأضاف: " التراحم الداخلي هو أساس كل مجتمع يريد ألا يخرب" ؟
وقال أيضاً "إنّ من أعظم أضرار ضعف الأخلاق وانحطاط المناقب فساد الحقيقة وذهاب الرجولة وفقد الأهلية وتفكّك الاجتماع وتهدّم القضايا وركوب العار"
وقال أيضاً "في البلد أزمة، ولكنها أزمة أخلاق ورجال. ينقص الأمة غير هؤلاء... ينقصها رجال يعملون بأخلاق غير هذه!"
اتمنى في الاخير ان نستوعب ونفهم هذا المقالة المستخلصة من فكر الزعيم فنحن حزب الاخلاق والتربية والثقافة السورية القومية الاجتماعية الحميدة
لتحيى سورية ويحيى سعاده