أنــــا فــي "الـــشُّــــــوَيـــرِ" لِـــــسِــــحْــــرِهـــــا أَتَـــــرَنَّــــــم اللَّـهُ كَـمْ يَـهَــبُ الـجَــمـالُ وَيُــلـهِـــمُ!
هَـــــمَـــــسَــــتْ بِـــعَـــيْــنَــيْــهـــا تُــــســـائِــــلُـــنــي غِــــــوىً هــمْـسَ الــزَّنـابِـقِ للنَّـسِـيـمِ تُــتَـمْــتِــمُ
وعـــلــى مُـــــحَــــيَّــــــاهــــا شَــــــفــــيــــفُ بَـــــنَــــفْـــــسَـــــجٍ خَفَـرٌ بِهِ تَـسْمـو الحِـسانُ وَتَـنْعَّــمُ
إنْ كُــنــتُ أهْــــواهــــا "الــشُّـــويـــرَ"، فَـــهَـــــلْ أَنـــــا أهْــوَى الكلامَ بِـهـا، وَهَــلْ أَتَــكَـرَّمُ؟
فَــأَجَــبْــتُـهـــا، والأَمـــــسُ يَــــسْــــكُــــنُ مُـــهـــجَـــــتـــي حُــلُـمًـا، وقـــلـبـي بالحَـنـيـنِ مُــتَــيَّــمُ
الــــــذِّكــــــــرَيـــــاتُ الـــــــحــــــالِـــــــِيــــــاتُ مَــــــــواثِــــــــــلٌ أَبَـدًا تُـحَـبُّ، وصَــمْــتُـهـا يَـتَــكَــلَّـمُ
لَــتَــطِـيـبُ مِـثْـلَ الـخَـمْــرِ، إنْ عَـــتِــــقَـــــتْ، وإنْ بـاتَــتْ تُـــفَـــرِّحُ أَنْــــفُــــسًــا أو تُـــؤْلِـــمُ
يـــــا "ريــــــمُ[1]" حُـــــــسْـــــنُـــــكِ آمِـــــرٌ، وأنـــا هُــــــنـــــا مِنْي شَتَاتُ النفْسِ ليسَ يُـلَـمْــلَــمُ
وزَّعْــــــتُ ذاتــــــي فــــي ذَواتِ شَـــــــــــبــــــابِـــــهــــــــا فَــهُـــمُ أنــا، والــطَّـــيِّــبـــونَ أنـــا هُـــمُ
وتُــــحَـــــبُّ أرضٌ قَـــــدْ مَــــــسَــــــسْــــتِ تُــــــرابَــــهــــــا فإذا "الـمُـــرُوجُ" تَــمَـــوُّجٌ وتَــبـَـسُّـــمُ
حَـــــــقًّـــــــــا وُجِــــــدْتِ؟ أمَ ٱنَّــــــهـــــــــا مَــــــــوْعُــــــــودةٌ أَشْـــواقُــنـا، وتَـــغَـــارُ مــنَّـا الأَنـْجُــمُ؟
الــــمــــرأةُ الــحَــــســـنــــاءُ تَـــــعْـــــدِلُ، إنْ سَــــــمَــــــتْ فِــكْــرًا وطُــهْــرًا، عَــبــقَـــريًّــا يُـــكْـــرَمُ
وَجَــــــمَـــــالُـــــهــــــا الـــــلَّــــــمَّــــــاحُ يُــــــــلْـــــهِـــــــم أُمَّــــــــــةً وَلِكــلِّ فـــنٍّ مِــنــهُ تُـــقْــسَــمُ أَسْـــهُـــمُ
******************
اللّــهُ، يــا عَـــهْــــدَ "الـــشُّـــــوَيــر"، أَذاكِـــرٌ أيَّـــامَــــنــا، يَـــوْمَ الـــمُــعَــــلِّــمُ سُــــــلَّـــمُ؟
يــرَقــاهُ كُـلُّ الــطّــامِــحِـــيــنَ إلـى الــذُّرى وَهْــوَ الـهَـنيُّ، وبـالـرِّسـالة مُـغْــرَمُ
يَــكـفــيـهِ مـن نِـعَـمِ الـحـيـاةِ،وإنْ قَــسَــتْ أنَّ الـمَسِيـحَ مَدَى الزَّمانِ مُعَلِّــمُ
******************
ولَـــــرُبَّ يـــــومٍ هـــالَــــنـــي قَــــولُ امــــرىءٍ وَلَــقَــد بَـــدَا فـي وَجْــنَــتَــيْــهِ تَــجَــهُّـــمُ
مـاذا يَـــلَــذُّك فـي الـشُّـــويــر، أَرِيــجُــهــا وضَجِيجُها، وبها الضَّبابُ يُخَيِّـمُ؟
فَــأَجَـــبْـــتُـــهُ، والـــنَّــارُ مِـــلْءُ جَــوانِــحِــي يا مُنْكِرَ الحَسَناتِ، لَـيـتَـكَ أَبْـكَــمُ
إخْـفِـضْ جَـبـيـنَـكَ في "الشُّـوَيـرِ" تَـأدُّبًـا ترْبُ "الشُّوَيْرِ" مُقَدَّسٌ ومُحَـرَّمُ
ليسَ الضَّبابُ سِوَى البَخُورِ مُعَطَّرًا اللَّــهُ يُــكْــبِــرُ سِـــــحْــرَهــــا ويُـــعَــظِّـــمُ
مَــهْــدُ الــحَــضــارةِ والــعَــمــارةِ والــنُّــهَـى هَـــرِمَ الــزَّمـانُ، وعِـــزُّها لا يَــهْــــرَمُ
أرْضُ الـــبُـــطولَـــةِ مـــا غَــزاهـــا فـــاتِــحٌ إلّا رَمَــــتْــهُ كَــأنْ حَـــوَتْـــهُ جَـــهَــــنَّــــمُ
وادي الــجَــمــاجِــمِ شـــاهِـــدٌ كَــمْ فِـــرقَــةٍ طُـرِحَـتْ بِهِ، فإذا الجَـماجِـمُ كُــوَّمُ
وغَـدا "الـمَـمَـالـيـكُ" طَـمِـعُـوا بـهـا هامًا على شِير"الشُّوَيرِ" تُحَـطَّـــمُ
******************
أَوَّاه، مـا أَبْـــهَــى "الـــشُّـــوَيْــرَ" وأَهــلَــهـــا فـي كـلِّ وَجْـهٍ لِـلْـمَلاحَـةِ مِـــــيْـــسَـــــمُ
ولِــــكُــــلِّ فَـــــصْــــلٍ مِــــــيْـــــزَةٌ وَمَــــزِيَّــــةٌ ولِكُلِّ وَصْلٍ في الطَّبيعَـةِ مَـوْسِـــمُ
الـــثَّـــلــجُ يَـــكْـــسُــــوهــا لِــبــاسَ عَـــرائــــسٍ وكـــأنَّــــهُ الــــرَّسَّـــــــامُ راحَ يُـــــنَــــمْـــــنِـــــمُ
وعَلى الغُصُون حَمائمٌ بيضٌ غَدَتْ لِــلـحُــبِّ تَــهْـــدِلُ، والـــسّــَماءُ تُــنَــجِّـــمُ
والبَدْرُ يَنْصِبُ في الغُصُونِ سَرِيرَهُ أُرْجُـــوحــةً، فــــيــهـــا يَـــنــامُ ويَـــحْـــلُـــــمُ
وكــــأنَّــــمــــا قِــــــطَــعُ الــــثُّــــلُـــوجِ نَــــيــــازِكٌ تَـهْـــفُــو إلـى ذاك الــبِـــسَـاطِ وتَـــلْــثِـــمُ...
وتَـرَى الـصَّـنَوبـرَ مِـثْـلَ رَفِّ جَــوانِـحٍ يَهْــوي على سَفْح "المُطِلِّ" يُـحَــوِّمُ
ويَــلُــوحُ عِــــرْزَالُ "الـــزَّعِــيـمِ" مُــشَـــرِّعًــا لِـلـرِّيحِ، مُــبْـتَسِـمًـا رِضًى، ولـه فَــــمُ
وتَــزُورُه الـــنَّـسَــــمـــاتُ تُــــؤنـــسُ ظِــلَّـــهُ وزَوابِـــــعٌ مــــن وَحْــــــيِــــــهِ تَــــــتَــــعَــــــلَّـــــمُ
مـــاذا يَـــــقُــــولُ لِــــســــائِـــلِـــيـــهِ إذا أتَــــوا أَتُرى يَقُولُ الصَّمْتُ ما قالَ الــدَّمُ؟
يَــرْنُــو إلـى "صِـنِّــيــنَ" يَـلْـبَـسُ تـاجَـهُ وكِـلاهُــــمــا بـالــمَـــكْــرُمـاتِ مُــعَــــمَّــــمُ
ويـقــولُ: يــا لُـبـنـانُ حُـكْـمُــكَ قـاصِرُ والـحــاكِـمُــوكَ لَأَنْـتَ أَكْــبَــرُ مِــنـهُــمُ
******************
قُــــلْ لـــلأُلـى قــــد أَعْـــدَمُــوهُ تَــعَــسُّــفًـــا الـــفِـــكْــــرُ بــــاقٍ، والـــبــَـنــــادِقُ تَـــنْــدَمُ
حَسِبُوا العَقيدةَ بالرَّصاصِ هَزِيمةً إنَّ الــــعَــــــقــــــيــــــدةَ رَبَّــــــةٌ لا تُــــهْــــــزَمُ
والحُـرُّ لــو يَـطَـأُ الـسُّـجـونَ، يَـهـابُـهُ أَربــابُـــهـــا، هـــو ثـــائِـــرٌ لا مُـــجْــــرِمُ
ولَــــرُبَّ قَـــــبْــــرٍ تُـــــرْبُــــــهُ مُــــــتَــــكَــــــلِّــــــمٌ وبَـــهِــــيِّ قَـــصــرٍ، رَبُّـــهُ مُـــتَــــلَــعــثِــــمُ
طَـعْــمُ الــشَّــهــادَةِ والــفِــداءِ مُـطَــيَّــبٌ لَـكــنَّــمــا طَـــعْــــمُ الــــمَـــذَلَّـــةِ عَــــلْـــقَـــــمُ...
بَـعْضُ الأَنـامِ مَـماتُهم عُـرْسٌ لَهُـمْ ولَــــرُبَّ عُـــــرْسٍ لـــلــجَـــبَــانَــةِ مَــأتَـــمُ
******************
لُـبْـنـانُ صِـنْـوُ الـقَـلـبِ لا مُـتَـــقَـسِّــمٌ مَـنْ قــالَ إنَّ الـقـلـبَ قـد يَـتَــقَــسَّــمُ؟
أَسَـــــواتِــرٌ بـيـنَ الــقُـــلـوبِ؟ لَــكِـذْبــةٌ الـحُـبُّ يَــبْــنــي، والـكَــراهــةُ تَــهْـــدِمُ
اللَّـهُ، يـا عِــزَّ "الـشُّـويـرِ"، تَـحِــيَّـةٌ مِــنْ عــــاشِــــقٍ لِــلــعِــزِّ لا يَـــتَـــزَلَّـــــمُ
إنَّ الــزَّعــيـمَ كـمــا الـكِـبـارُ مُـعــلِّــمٌ وأنـا كـذلـك شــــاعِـــرٌ ومُــعَـــلِّــمُ..
مُـدَّتْ يَـدِي عـن كُـلِّ لبنانٍ لَكُـمْ مُــدُّوا أَيـادِيِــكُــمْ إلـيَّ وسَـــلِّــمُــوا..
1- ريم: هي الأستاذة ريما داغر أبي خير