مشهد مسيرة السيدات في الشياح وعين الرمانة دمعني وذكرني ب "نصير المرأة" وهو ليس جرجي نقولا باز، كما قد يتبادر الى الأذهان، بل جبران خليل جبران. أما لماذا يحتل باز رأس لائحة مناصري الجنس اللطيف فلعدة أسباب منها، أن معظم الجبرانيين قدموا جبران زيراً للنساء وليس نصيراً للمرأة بمعنى مساواتها بالرجل في الحقوق والواجبات.
منذ 104سنين، حصلت فتنة مذهبية وسط "الجالية السورية" في نيويورك بين الموارنة بقيادة صاحب جريدة (الهدى)الصحافي نعوم مكرزل، والارثوذكس برعاية المطران هواويني، فسقط قتيل وعدة جرحى.
رد العلماني البشراوي على الفتنة بعدة مقالات في جريدة "المهاجر"، وقد استنجد في مقال "ملاك السلم" المنشور في 8 تشرين الثاني 1905، بالجنس اللطيف لوأد الفتنة التي أيقظها متعصبو الجنس العنيف.
خاطب جبران نساء الجالية السورية بعد أن يئس من استجابة رجالها لمناشداته: "بالأمس استحلفت القوم بالمجد المزمع أن يأتي الى بلادهم. وأنا لم أقصد غيرك يا ابنة سورية. فأنت مجد سورية الاتي. قد استحلفتهم بأرز لبنان ومياه زحلة وسهول حمص ورياض الشام. هبي اذن أيتها القوة الكامنة. قومي يا ملاك السلم، وضعي قلبك العظيم بين يديك، وكلامك اللطيف على لسانك، واكليل الزيتون على رأسك، وسيري الى عرين الليث، وأنا الكفيل بانتصارك".
وكانت استجابتان جميلتان كجمال الأمهات في نيويورك والشياح وعين الرمانة. أولاها في تشرين الثاني عام 1905. والثانية في تشرين الثاني عام 2019.