- 1 -
قلتُ ابدأُ مِنْ أوّلِ الأغنيَةْ
حاصَرتْني عَلى شُرفةِ القلبِ
عيناكِ
☆☆☆
جاءني صَيفُكِ
كانَ قلبي شِتاءً
وكان الذين احتسوا كأسَهُ،
أو غلوا في بعيد السُؤالْ
كَيْفَ جاؤوا
ومِنْ أين جاؤوا
وَكَيْفَ مضوا
كيف مرّوا على بابهِ؟
سلّموا دونَ أن يدخلوا في السّلامْ!
أيقظوا نبضَهُ
ثم غابوا
ولم ينتهِ في الوداعِ الكلامْ.
جاءني صيفُكِ
فانْكَسَرْتُ على صحوِكِ
مثل شمسٍ
تنامْ.
- 2 -
قُلتُ أبدأُ من آخِرِ العاشقينْ
فاتَني
أنّ نايَ المسافاتِ أنتِ
☆☆☆
منذ عشرين عاشقةٌ وامرأةْ
كان عمري ثلاثينَ غابةَ عشقٍ،
وعَشرَ نساءٍ
ونيّفْ!!
كانَ لي جسدٌ لم يكنْ لي.
أقام اللواتي عَبَرْنَ إليه
مواويلَ أجسادهِن عليه
وفيه
وما كنتُ فيه
كنتُ أُحصِي جنونَ انتشاري
ولم يبق منّي سوايْ.
ها أنا أعلنُ:
أنَّ ظلَ السنين التي عبرتني
رمادُ خطايْ
والرياحُ التي أدمنَتْني استباحاتِها
شهقةً في لهيبِ الزنابقِ،
بعض هوايْ
كنتُ سيّد موتي
إذا فاجأتْني خطاهُ على صدرِكِ
فالطيورُ التي انطفأتْ في اشتعال المدى
دهشةُ جثّتي
وانتحارُ صدايْ
لي مِنَ الجرحِ،
شيئٌ من الفرحِ،
ومِنَ القلبِ
شيئٌ مِنَ السفرِ،
ومن الحبّ،
شيئٌ من الشجرِ
ومن الدّمِ
شيئٌ من الوطن،
ومن الكلّ،
أنْتِ!!
فهل الأرضُ سقفُ دمائي
وأنتِ
مجالاتُ قلبي؟!
وما الفرق بين الهوى والهواءِ،
وبين احتداميَ وصلاً
وبين انسيابِيَ عُشْباً
ونهرُ الأغاني يحدّدنا ضفّتينْ!
أعلمُ أنّ سرّي سيقتلني علناً - - بعد حينٍ
ورمياً بعينيكِ..
فأنا خاتِمُ العاشقين
وأنا خاتَمُ العاشقاتِ،
ولا خاتِمُ لي،
ولا خاتَمُ أو "أنا".
فهل الآن
آن الأوان لأدخلكِ غيمةً تسقط
في اندلاع أوانِكْ؟
إنّكِ الشمسُ
فانتشري،
واتساعي
مجالُ نهاركْ.
- 3-
قلتُ: هذا قراري
وأعلَنْتُ قلبي احتراق الرحيلْ
☆☆☆
طاردتني المواعيد حتى بَلَغْتُ
تجاعيدَ وجْهي،
وبلّغتُ شَهْدَ العناقيدِ،
لوَن انتظاري
ولم يسترحْ فوق اغنيتي تعبُ الشّعر.
كيف تغْتسلين بهذا الغياب الذي
شرّع الوصلَ للصدأ
والحياة سرابٌ
إذا رحل العاشقون،
ولم يرجعِ القلبُ
بين ما قلته والذي لم أقلْه
رحيلي إليك.
شريف ابراهيم
البرازيل - فوز دي ايغواسو
من المجموعة الشعرية (سيمفونية الجسد)