دحفه الأول.. دحفه التاني.. التالت.. اللي بعدو.. اللي بعد بعدو.. لا مش عم بحكي كرشوني، الدحفه كانت أهم لعبة كلل نلعبها، نبقى راكضين، بناطلينا مقوشطه من تقل الكلل المحشّايه بالجياب، ونتجمّع تحت زيتونة الكنيسه، نشكّ الجواز (زوج الكلل) متل العسكر التركي، ونرسم عالتراب زيح ونبلش لعب لبعد الدغوش...
لعبة الدحفه كان إلها مصطلحات لغوية خاصه، مثلاً "النقر" أو "الطسّ" هو الكلّه الأهم اللي مننقفها لنصيب الجواز المصفوفه، وإذا صبنا بالغلط جوز كلل وبنفس الوقت نقر لعيب تاني ب "تكلكل" ومنعيد الدقّ، واذا قلت قبل ما انقف "كلّ شي إلي طقّ" يعني إذا صاب نقري حجر وانسمع صوت نقره وانهزّ الجوز كأنّي صبته. وكنا "نكلّش" تحت الجوز، يعني نجلّس الأرض بصباطنا... وكلمات وكلمات بدها منجد خاص. وبالكلل كمان كان فيه طبقيه وعنصريه سببها البشر، مثلاً "النقر" كان يكون كلّه لون واحد بتصيب، وبيجي بعدو"المرسيدس" يعني اللي جواتها في 3 الوان متل علامة المرسيدس، بترجع تجي كلّة الـabc ـ وهي بيضا وملطّخه ألوان متل شي لوحه تعبيريه، وبآخر الترتيب الكللي الاجتماعي بتجي الكلل اللي بتشبه الفضا ونجومه وبتكون مدولقه يعني برمتها مش عالبيكار... وكانت هيدي الكلل المدولقه أوّل كلل نضحي فيها ونشكها بين الجواز. وتما يعتبرني تجاهلته، ومع إنّه ما كان إله دور بلعبة الدحفه، الطحبوش، هالكلّه اللي بتشبه بالحجم الأنوناكي عند السومريين، بيطلع قد شي عشر كلل، وبتحسه بياكل كلل. كانو الولاد يعطوه قيمه، بس بالنسبه إلي كان كبر بلا غلّه ما فيك تنقف فيه وإذا شكيّته دغري بينصاب، وحملته بالجيبه، غير إنّه كان ياخد محلّ، كانت تتقّل البنطلون من ميله وحده ويصير يقوشط عجنب، حتّى بالتقوشط ضروري التوازن.
لما تهجّرنا عقبرص، اشترالي بيي كلل لونها أسود، ما كان فيه منها بلبنان، ولما رجعنا بلّشت شوف حالي فيها عَ ولاد الحيّ...وبعكس عنصرية البشر، صارت الكلل السودا بالنسبه لـولاد الحيّ أهمّ من النقر الملوّن... بس أنا كنت حاسس بنقص، لأن هالكلل السودا شاريها بيي ومني رابحها بعرق جبيني.. فقررت إنّه شكّها بالجواز بدل الكلل المدولقه وصرت إخسرها وينبسطو الولاد اللي يربحوها وأنا إربح بدلها كلل مدولقه وملوّنه. واليوم باقي عندي بين الكتب بالمكتبه كلل من كل الألوان والاصناف رابحها بعرق جبيني وما في بيناتها ولا كلّه سودا... هلق أوقات بحشي جياب بنطلوني كلل ليصير يقوشط عليي، وبطلع بفتش عالولاد، بسألهم اذا بيلعبو معي كلل، بصيرو يضحكو وبفكروني مجنون عم يحكي كرشوني.