- مرحبا، كيفك يا ستّي، إستاذ مكرم موجود؟
- يا حسرتي، مكرم بعلمك بكون قاعد معنا عم يضحك ويمزح، فجأه بتجيه الغشوه، بروح يغشى تحت العريشه، وعأساس غاشي عالقاعد، شوي بصير يبرم رايح جي، ويحكي حاله، وببطل يردّ عحدا. يحّوه هلّق غاشي، تعا نلعب دق باصره انا وياك لكان خلّص غشوته.
- بس أنا يا ستّي ما بعرف إلعب باصره!
- ملاّ جيل، إذا باصره ما بتعرف تلعب، منيح الما قلتلك تعا نلعب بالبلبل والخيط...
وبلّشت تخبّره عن لعبة البلبل والخيط، وأنا بغشوتي من تحت العريشه سامع ستّي عم تجود.
وبلعبة البلبل والخيط، كنّا نعمل حويّقه أو دويّره، متل الدواير الوجوديه، وكلّ واحد من اللعيبه يحط فيها كلل، نجمعهن حدّ بعض، متل أجيال من الناس. وعَ بلبل الخشب، اللي شكله متل بيضه مروّسه وبكعبها مسمار، تلفّ الإيد خيط وتكبّ البلبل بقلب الدويّره ليبرم ويغشى وبغشوته يطلّع كلل برّات الزيح، وكلّ كلّه بتطلع برات حدودها، بتلمها الإيد وبتربحها...وبحركة البلبل الدائريه مجموعة حركات مترابطه بروح الدوران، خشبة البلبل بتدور حول محورها، المسمار، اللي بدور حول نقطة ارتكازه على الأرض، ونقطة الارتكاز، بتنساب بحركة متغيرة الانحناء، كانّه عمر الحركه، وكاّنها بتلامس ملايين الداوير، لحتّى يرتاح راحة صوفي، رقص بطاقة الخيط والإيد، وزاغ لآخر نفس.
ولأن شرط ربح هالكلل اللي قدفها البلبل بزوغانه برّات حدود الدويّره، إنّه البلبل يطلع معها من الدويّره، كان فيه ولاد يركبو للبلبل مسمار طويل، لحتّى بس بدّه يوقّف برم، يكبّه المسمار بعيد...
وكانت الإيد الما بتعرف بكبّة البلبل تغشّيه من البرم، يطلع صاحبها برّات اللعبه...
وقبل ما تخلّص خبريتها، وقبل ما يجنّ الزلمه، تركت قعدتي ورحت صوبهن، وشي إنها لمحتني، قالتله:
- هيدا مكرم، شكله خلّص غشوته وصار موجود!