اشكر الصديق مايك جاد يزبك[1] الذي، عندما زارني في تشرين الاول عام2016، كان برفقة الرفيق هشام جوزف قربان. لم أكن تعرفت إليه سابقاً، واذ عرّفني عليه الصديق مايك، بادرته: كيف الرفيق جوزف؟
اذ لم أكن عرفت ان من أسأل عنه كان قد فارق الحياة. فلم اقرأ عن رحيله في "البناء" ولم يبلغني أحد من رفقائنا في "ضهور الشوير"، فالرفيق جوزف وقد عرفته في الايام الصعبة في ستينات القرن الماضي، كان يحتلّ مساحة جيدة من المودة والتقدير لدي.
في تلك الحقبة من النشاط السري كنت التقي به كثيراً في مطعم ومقهى لادونا للرفيقين انطون وجورج سمعان[2] قبل ان تنتقل ادارته الى الرفيق غطاس الغريب[3]. كنت تكلمت عن هذه المرحلة في النبذة بعنوان "مقهى ومطعم لادونا ومكتبة برباري"[4].
ومنذ ذلك الوقت كنت، اذ التقي الرفيق جوزف في المناسبات، اعبطه بكل محبة، مرتاحاً الى نفسيته القومية الاجتماعية، الى صلابته، والى ما اعرف عن مواقفه الجريئة في الستينات، وقد تعرّض أكثر من مرة للاعتقال، وصمد، وابى ان يفصح عن اي شيء يعرفه عن العمل الحزبي في تلك السنوات الصعبة، رغم ما ناله من تعذيب.
الرفيق جوزف هو من الرفقاء الذين لم يحسنوا الخطابة، او السعي الى منصب، انما أحسن كثيراً تجسيد مناقب الحزب، والالتزام بفضائل النهضة. لذا كان موضع احترام رفقائه وارتياحهم له، وكنت من بينهم.
إني اذ استعيد في ذاكرتي الرفقاء الذين تميّزوا بانتمائهم الصادق، وتجسيدهم الحقيقي لفضائل النهضة، أقف بتقدير امام الرفيق الراحل جوزف قربان واشهد انه كان قومياً اجتماعياً في الصميم.
لا يسعني وانا استذكر الرفيق جوزف قربان الا ان استعيد في ذاكرتي صديقه ورفيقه في النضال، الراحل غانم خنيصر الذي كان تميّز بنشاطه الحزبي في السنوات الصعبة التي اعقبت الثورة الانقلابية...
*************
من عقيلته الرفيقة فاديا قربان هذه المعلومات:
الإسم الكامل: جوزف نمر قربان
الوالدة: فروسين قربان
تاريخ ومكان الولادة: 10/12/1945 بلدة "عين السنديانة"
ولد الرفيق جوزف في بلدة القنيطرة عام 1945 حيث كان والده وعمه يملكان بيتاً هناك، ويعملان فيها مثل الكثيرين من ابناء لبنان.
في سنة 1948 عاد مع والدته وأخته الى بلدته "عين السنديانة" بسبب الغارات الجوية الاسرائيلية على بلدة القنيطرة.
تعلّم في مدرسة الراهبات الشويريات في بلدة الشوير، الا انه اضطر الى ترك المدرسة في عمر صغير ليتعلم مهنة الكهرباء.
أحب انطون سعاده وفكره فأنتمى يافعاً الى الحزب السوري القومي الاجتماعي. كان رفيقاً نشيطاً وملتزماً فكرياً وأخلاقياً.
سجن في العام 1968 بتهمة التنوير عشية الاول من آذار، كان صلباً جداً فلم يستطع المحقق ان يأخذ منه اية معلومات، حتى انه لم يفصح له عن اسمه ولا عن اي من رفقائه (4) رغم كل الوحشية التي تعرضّ لها.
تزوج سنة 1973 من فاديا يوسف قربان. ورزقا بأربعة اولاد: هشام، غادة، عصام وزينة.
كان أبا حنوناً عطوفاً لأقسى درجة، كان يمارس اخلاقه القومية بمحبة وقدوة في كل مكان أقام فيه.
إستلم مسؤولية مدير مديرية الشوير أكثر من مرة وفي ظروف مختلفة كما شارك بعدة معارك، منها معركة صنين (الغرفة الفرنسية).
ندعو رفقاءنا في المتن االشمالي الذين عرفوا الرفيق جوزيف قربان ومنهم حضرة الأمين إيلي عون، أن يكتبوا لنا شهاداتهم في الرفيق الراحل.
[1] جاد يزبك: من ابناء منطقة المصيطبة. اقترن من شقيقة الرفيق جوزف، وأقاما صيفاً في بلدة عين السنديانة. عرفته، وشقيقه الراحل نواف. عمهما حنا يزبك كان مفتاحاً انتخابياً، ومن "قبضايات" بيروت.
[2] انطون وجورج سمعان: من بلدة بيت شباب. كانا نشطا حزبياً وتوليا المسؤوليات، وبالأخص الرفيق الراحل انطون، الرفيق جورج ما زال عند نشاطه وتميّزه بصدق الانتماء. مقيماً في "بيت شباب".
[3] غطاس الغريب: من راشيا الفخار. تولى مسؤوليات حزبية، محلية ومركزية، نشط جيداً في السنوات التي تلت الثورة الانقلابية، عاد الى بلدته راشيا الفخار وفيها انتخب في احدى الدورات رئيساً لبلديتها.
[4] عرفت ذلك من رفقاء كانوا معتقلين معه.