حدّ ضيعتنا الفريكه، في ضيعه إسمها الحبوس، ما بعرف إذا كان فيها قديماً حبوس تسمّوها هيك، بس نحنا وعينا عليها كلّها غابات وطيور وأجنحه وكتير البيوت اللي فيها قلال.. لحتّى كانو يقولو عن حدا بدّه يعمّر هونيك، رايح يسكن مع الواويه؟ اليوم الحبوس ردّت عإسمها، كلّها قصور وبنايات بس لمّا تمرق فيها بتحسّها حبوس مصفوفه حد بعضا. ما حدا فيها بيعرف حدا... عإيامنا بالحبوس الخضرا اللي بيوتها قليله، كان فيه ملعب تنس، نروح عليه مشي من الفريكه مش لنلعب تنس، لنجمّع طابات من الحرش اللي تحته. نفتّش عالطابات الضايعه ونرجع فيها عالفريكه لنلعب "سبع حجار"...

والسبع حجار لعبه وجوديه، ما بعرف قدّيش اللي اخترعها كان مفكّر بأبعادها الفلسفيه! بعد ما ننقي أحلى طابة تنس، بتطّج وبتلبّع، كنّا نجيب بلاطه مكتمله ونكبّها عالأرض لتنكسر ومن شقفها ننقي سبع حجار بأحجام مختلفه. نصفّها فوق بعضها، من الكبيره للزغيره. ما بعرف ليش رقم 7، هالرقم اللي بيرمز للاكتمال. وعهالسبع حجار المفروطين من حجر كامل، المصفوفين فوق بعض، ننقسم فريقين، وبالدور ومن بُعد شي مترين نصير نكبّ الطابه عالبناء لنهدمه. والفريق اللي يوقّع الحجار هو نفسه الفريق اللي لازم يرجع يعمّرها. يعني اللي بيهدم بدّه يرجع يعمّر... والفريق التاني بدّه يمنعه إنّه يعمرهن. وليمنعه بدّه يشبق الطابه ويصيب فيها كلّ المعمرجيه واحد ورا التاني. وهون كان يجي دور الخطط والستراتيجيا بالهدم والبناء من ميل وباصطياد الفريق من ميل تاني...هيدا الصراع اللي وارتينه من ايام الميثولوجيات العتيقة. مثلاً عند الفريق اللي بدّه يهدم ليرجع يعمر، كان فيه ولاد تركّز لتوقعّ حجر واحد. وفي ولاد تتمتع إنّه تشبق الطابة بقوه لتهدم كلّ الهيكل.. ولاد تكرّج الطابة تكريج وولاد تضربها بكلّ قوّتها لتطير بعد ما توقع الحجار وتبعد وهيك بيربح الفريق وقت ليعمّر قبل ما يبلّش الهجوم عليه. وكان في ولاد وخاصة لحجمها زغير، تختصّ بالتعمير واللي حجمهم كبير يوقفو قدامهن متل درع، والولاد اللي بنطنطو كتير يصيرو يشتتو تركيز الفريق التاني. وبالنسبة للفريق اللي بدّه يمنع التعمير، كانت الوقفه والتمركز، التموضع وإعادة التموضع أساس الاستراتجيه، مثلاً، واحد يوقف حدّ الحجار، في حال كانت الضربه خفيفه ووقعت حجر واحد، وتنين يوقفو بعاد في حال طارت الطابة وبالنصّ يوقف اللي إيده ثابته وضربته ما بتخرم وبتلبع ولتوصلّه الطابة بسرعه ويبلّش قنص الفريق التاني واحد واحد...

شو تلبّعنا بهاللعبه وهدمنا وعمّرنا، يمكن ما هدمنا حبوس ولا بنينا بيوت بس دايماً كنّا نحس حالنا طايرين من الفرح وعنّا اجنحه.