- ماما، عطيني سكّين.
- لشو بدّك السكّين؟
- بدنا نلعب شكّه.
- فوت خود سكّين من المشكّ، سكّين زغير مش من تبع اللحمه اللي بيّك اليوم سنهّا، وانتبه ما تشكّ حالك فيه.
بإيام الشتي، وبعد كلّ شتوي، كنّا ننطر يوم الفرصه المشمس، لنتلاقى بملعب مدرسة أمين الريحاني المهجوره، عراس طلعة بيتنا، نحنا ولاد الحيّ، لنلعب شكّه.
والشكّه لعبة بتطلّب أرض تراب رطب وسكيّن. كنّا نرسم بالسكّين دويّره كبيره، بتشبه الكره الأرضيّه، بس مسطّحه. وبنفس السكيّن كنّا نقسّم هالأرض بالتساوي بيناتنا، نحنا وواقفين فوقها وحاسين حالنا آلهة عم يلعبو بالأرض... وكلّ واحد منّا يوقف بأرضه المختاره، ويصير يضرب السكّين عأرض غيره، وإذا شكّ هالسكّين بالأرض، على قد ما بتمتد إيده، يرسم زيح جديد ويمحي بإجره الزيح القديم، يقتطع من أرض غيره ويوّسع حدوده، مطرح ما يصير واقف مرتاح، وقادر يحرّك إجريّه، بينما التاني، تصير وقفته أصعب، بأرضه الصغيره وكلّ ما تكون وقفته أصعب، كلّ ما تكون شكته بأرض غيره أصعب ومتلها مدّة إيده للتزييح. وهيك كانت تكبر أرض وتصغر أرض، ليصير هالإله الحاكم عليها واقف فيها عإجر وحده وعراس صبيعه. ونضلّ نضرب السكّين، ونشكّه بالأرض، ونقتطع من أراضي بعضنا ليبقى بالآخر إله واحد، كلّ الدويّره المسطّحه ملكه، ما فيها ولا زيح، لا بالطول ولا بالعرض. ساعتها يشكّ السكّين فيها شكّة النصر الأخيره، ونروح نلعب لعبه تانيه.
- ماما، وين السكّين اللي أخدته من المشكّ؟
- نسيته مشكوك بقلب الأرض.