1- المسيح قام. هكذا يعلن هذه الأيام، المحتفلون بذكراه، المختلفون، في طوائفياتهم، على يوم موته وعلى موعد قيامته. ويقول مفجوعون حقّاً مما يعانون، مما يعاينون من تطوافات ومن احتفالات : لو أنه،حقا قام في ذكراه هذه الايام، لَما قامت بعد قيامته، قائمةٌ لأدعياء تمثيله بيننا، ولا للناطقين زوراً باسمه بيننا. ولئن كنا لا نجادل في قيامته الحقيقية الاولى، ولا في ما تلاها بحسب انجيله، الاّ أننا، نحن الخائبين من القيّمين أوصياء على ما أوصى به، نصلّي من أجل قيامة جديدة، يقوم بها المسيح بما كان قد قام به، بتنقية كرمه من اليباس، وبأن يطرد من «بيت أبيه « كل الذين ما انفكوا يجعلون منه مغاور لحماية الصرّافين وباعة الحمام وباعة الكلام وتجّار المواقف ودجاجلة الدين.
2- على الرغم من كل ما ألحقته النزعات الفردية المرضية من أذىً، ومن أضرار تعيق انتصار القوميّة - الاجتماعية، عقيدةً للنهوض بالحياة، وسبيلاً هو أقصر السبل لصلحِ المجتمع مع نفسه. على الرغم من ذلك كلّه، فأنّ الوقائع اليومية وما نشهده على المنعطفات المصيرية تبرز شاهدة على صحّة توصيف العلّة، وبالتالي على نجاعة العلاج الذي وصفه أنطون سعاده لشفاء المجتمع من أمراضه، لخروج الأمة من انفاق الجاهليّات والموت الى نور الحياة.
3- على الذين يرصدون حركة التحوّلات والمآسي في حياة الجماعات أن يحفظوا في سجلاتهم أن تكلفة تحررنا من الاقطاع الجديد، الذي خلقناه بأنفسنا لأنفسنا، متخلّفين عن مفاهيم نهضتنا، ستكون أعلى بكثير واصعب وأقسى في تحررنا من اقطاع، أورَثَتْناه جاهليّاتُ ما قبل النهضة.
4- من تغاضى عن الهوانِ في صغيرةٍ، هانَ عليه في الكبيرةِ، الهوان.