في منزل محمود عز الدين حديقة تسمى حديقة وداد.
هناك تعرفت إليه..
في حي من أحياء سان بأولو يدعى (جوريما) في منطقة انديانوبوليس، في حديقة وداد تعرفت إليه للمرة الأولى وجلسنا معاً للمرة الأولى.
وحديقة وداد فيها من جميع أنواع الأزهار والورود، حتى انني أحببت ان أهدي الحديقة شتلة ورد أو زهر، فلم أجد عند بائع الزهور نوعاً غير موجود فيها، بل في حديقة وداد أزهار وورود غير موجودة عند بائعي الزهور!!؟؟!
في تلك الحديقة تعرفت اليه للمرة الأولى وجلسنا معاً للمرة الأولى وتحادثنا للمرة الأولى.
وداد شروف عز الدين، تعتني بحديقتها شخصياً، وهي حديقة جميلة كعالم وداد تماماً فهي لا تدع أية خادمة أو أي انسان آخر يعتني بها..
كما ان الأزهار الفت صاحبة الدار وتآلفت معها، لغاية ان وداد أصبحت زهرة أو وردة في تلك الحديقة، إذا اقتلعتها منها توقفت عن الحياة.
في تلك الحديقة قدم نفسه لي:
عفيف زهنان.
كان بيننا حديث ود ومحبة، حتى أصبح الطقس من حولنا عصفوراً من الضوء يحلق في فضاءات وجداننا.
ورغم انني (حكوجي) أصغيت له، لإنشدادي إلى سماع وجعه الوطني وهو ينزلق من اسرار ذاكرته.. وجع عتيق عبر عنه بوجدان معتق فيه (عتاب سنين) يتوهج بالحياة.
هو واحد من أبناء الحياة الذين ينبضون بها، وواحد من أبناء النور الذين يضيؤون من احتراقاتهم مصابيح الوطن في عتمات الإغتراب، لكي لا يتيه احد من أبناء الجالية عن عنوان بلاده.
احببت ان اهدي الحديقة شتلة ورد أو زهر، فلم أجد عند بائع الزهور نوعاً غير موجود فيها، بل في حديقة وداد أزهار وورود غير موجودة عند بائعي الزهور!؟
عفيف زهنان كان الوردة التي أبحث عنها، لتنغرس في تلك الحديقة، ولتنضم إلى مجموعتها التي تفوح بأريج النهضة.