دَفقٌ دماؤك للحياة عطاءُ
هي للخلودِ منارةٌ وضياءُ
شمخت بعزتها إلى عليائها
فإذا بها فوق السماء سماء
وبنيت صرحاً للشهادة خالداً
كي تعبر الأبطال والشهداء
من جرحك اشتعلت بيارق فجرنا
والفجر من دمك الأبي مضاء
فإذا الشهادة كل مجد دونها
وإذا الفداء زوابع حمراء
يا واهب التاريخ تاريخاً به
حمر الدماء سطوره البيضاء
خطيت نهجاً يجمع الشمل الذي
عصفت به الأديان والأهواء
فجعلت زوبعة الهلال هلالنا
وصليبنا، هي في الحياة سواء
عصماء وقفتك الجريئة يومها
شماء، ثابتة الخطى غراء
رجفت عروش الخائنين مخافة
منها، فعانق مجدها الشرفاء
خاطبت اجيالاً بها، فكأنها
في كل يوم للكفاح نداء
ها نحن بعدك نقتدي بلوائها
وإلى الفداء تسابق الرفقاء
نالوا العلا بوفائهم لبلادهم
ما لا تنال من العلا الجوزاء
يا وقفة للعز أنت بطولة
وشهامة، وكرامة، واباء
فصلت من جسد الزمان معاقلاً
ومواقفا، روادها، العظماء
وطرقت باباً بالشجاعة زاخراً
لعبوره، لا يجرؤ، الجبناء
فإذا بتموز، لواء عقيدة
للعز لا يعلو عليها لواء
لبنان، مهلاً والجراح بليغة
والجرح حيناً بلسم ودواء
قم من سباتك ثورة عملاقة
لك - سوريا - في النائبات وقاء
من يدعونك موطناً قزماً لهم
هم والعدو بقتلك الشركاء
لبسوا قناعاً للمحبة انما
سقط القناع وبانت البغضاء
وتفجرت أحقادهم، وتكالبت
فإذا بهم في حقدهم سجناء
زمن الخيانة لو تطاول ليله
فمن النهار ستهزم الظلماء
يا من زعمتم للسيادة انكم
والزعم منكم فرية ورياء
ولقد ابحتم للعدو حدودها
أين المزاعم أيها العملاء
يا خجلة التاريخ من تاريخكم
وبعاركم ما أنجبت حواء
لبنان يشهد اننا لترابه ال
أبناء، والشهداء، والأمناء
والموت يشهد اننا قدر لمن
خانوا البلاد ونكلوا وأساؤا
ان الشهادة بالدماء روتها
ماذا يقول الشعر والشعراء
ما بين ميلاد وبين شهادة
علمتنا ان الحياة اباء
شريف ابراهيم